ايهما اكثر تداولاً واستخداماً، في تحدثنا مع الآخرين، عبارة «كلك ذوق» ام «قلة ذوق» كما نقولهما بالعامية المستولدة من الفصحى ؟ ان استخدام اي من العبارتين، محكوم لظروف محددة يجب ان تتوفر حتى يأتي الاستخدام صحيحاً ويستجيب لطبيعة الحدث القائم، وعلى الرغم من ان «كلك ذوق» تاتي لتعبر عن اعتراف بامتلاك من تقال له ل «الذوق» فان مبالغة ما حملتها اللفظة حين بدأت بـ «كلك» لتجعل من تقال له مسكوناً بالذوق من الفة الى يائه، وهنا مصدر المبالغة، في حين ان « قلة ذوق» تقال لمن تصرف تصرفا اتسم بالانانية وحب الذات ولم يراع حاجات ومشاعر الاخرين، لا بل ربما اعتدى على حقوق هؤلاء الاخرين، وجاءت اللفظة لتصف سلوكه بانه «قلة ذوق» اي ان هذا السلوك رغم سلبيته الكبيرة انما جاء لاسباب غياب قليل من الذوق وليس كله.
حتى يمكن ان نكتشف اي اللفظتين ياتي استخدامها في حياتنا اكثر دعونا نبحث عن مواقف تصرف فيها عبارة «كلك ذوق» لان من فعلها كان فعلا « كله ذوق»: حين تلتقي صباحا باي من جيرانك فتبادره فرحاً بـ «صباح الخير» ثم تستفسر عن احواله واهله وكيف اصبح عندها تكون « كلك ذوق «.
حين تلتقي ظهرا او مساء باي من جيرانك يحمل ما تبضعه لبيته فتبادر بمد يد العون اليه تاكيدا على مساعدته حتى لو ادى ذلك الى ان تعود ادراجك،عندها تكون «كلك ذوق».
وعندما تتوقف في مركبتك تماما ليعبر شيخ او سيدة الطريق بعد ان انتظرا طويلا ان يسمح لهما احد بعبور الشارع عندها تكون «كلك ذوق».
وعندما تسمح لمواطن بالخروج من مرآب بيته بمركبته بعد ان انتظر ان يتكرم عليه احد فيتوقف كي يسمح له بذلك، عندها تكون «كلك ذوق».
واذا التزمت مبادئ الحفاظ على نظافة البيئة التي تعيش مع الاخرين فيها، فاحسنت اختيار، وسائل التخلص من متلفاتك عندها تكون «كلك ذوق».
واذا وضعت في اعتبارك دوماً، حريه الاخرين، وقدسية مشاعرهم واحترام رغباتهم، وحفظ خصوصياتهم ولم تمارس فضولك تجاههم، عند ذلك انت «كلك ذوق» عبارة تقال لك تتردد مع كل موقف تأتية يحفظ فيه حقوق الاخرين او تساعدهم حين يحتاجون الى مساعدتك. تبقى « قلة ذوق «.
هل نعدد بعض المواقف التي توصف فيها بـ «قلة ذوق».
اختصاراً يمكن القول انك ان لم تفعل ما سبقت الاشارة اليه والعديد غيره من مواقف انسانية ايجابية، فانك عندها تقع عليك عبارة «قلة ذوق»... والخيار لك انظر اي العبارتين « تستاهل»!




