*
الجمعة: 13 حزيران 2025
  • 08 حزيران 2025
  • 12:40
تأهلنا جميعًا.. عندما سجل  منتخبنا الوطني الهدف باسم شعبه
الكاتب: د. رأفت غالب البيايضة

خبرني - لم يكن تأهل المنتخب الأردني إلى كأس العالم حدثًا رياضيًا فحسب، بل كان لحظة وعي وطني جمع فيها الأردنيون مشاعرهم على قلبٍ واحد، كأن الوطن كله سجّل الهدف، وكأن الأرض كلها قفزت فرحًا بصوت واحد.

في تلك اللحظة، لم نكن جمهورًا يشاهد، بل كنا جزءًا من المشهد، من الركلة الأولى حتى صافرة النهاية.
لقد سقطت الفوارق، وتلاشت التصنيفات، فلم نرَ غنيًا أو فقيرًا، مدنيًا أو ريفيًا، بل رأينا الأردن كما يجب أن يكون: روحًا واحدة، ونبضًا مشتركًا، وراية لا تنكسر.

هذا الإنجاز لم يكن وليد صدفة، بل ثمرة رؤية قيادية ثابتة آمنت بالشباب، واستثمرت في الطاقات، وبنت منظومة لا تتوقف عند حدود الرياضة بل تتعداها إلى بناء الإنسان.

تأهل الأردن هو تأكيد جديد أن الشعوب القوية تقف خلف فرقها، وأن القادة العظماء يصنعون بيئة انتصار حتى في أكثر المجالات تحديًا.
قيادتنا الهاشمية، كما في كل ميدان، كانت حاضرة في وجدان اللاعبين وفي عزيمة الشارع، لأنها تقود برؤية تبني، وبحكمة توحّد، وبإيمان لا يتزحزح بالشعب.

لكن يبقى السؤال: هل نكتفي بالفرح؟
أم نجعل من هذه اللحظة درسًا وطنيًا في كيف ننتصر حين نؤمن ببعضنا؟
الكرة الآن في ملعبنا جميعًا: أن نواصل المسير، بنفس الحماسة، ونفس الانتماء، في كل ميدان... في التعليم، في الاقتصاد، وفي الثقافة.

نعم، تأهلنا إلى كأس العالم، لكن الأهم أننا تأهلنا إلى مستوى جديد من الوعي الوطني، حيث لا يكون الانتصار حكرًا على لاعب، بل شرفًا لكل أردني.

مواضيع قد تعجبك