*
الاثنين: 15 ديسمبر 2025
  • 05 حزيران 2025
  • 10:25
مجموعة منتخبنا و حسبة برما
الكاتب: عبدالحافظ الهروط

خبرني - في كل مباراة ودية ورسمية يتحوّل الأردنيون على اختلاف مواقعهم إلى مدربين وإداريين ومعالجين ومرشدين وإعلاميين ومحللين ومعلقين وكل شيء في كرة القدم! .
هذه الظاهرة تتواصل إلى ما قبل اللقاء المنتظر والمرتقب بين منتخبنا الوطني ونظيره العُماني، اليوم.
المشكلة المتأصلة في المؤسسات الرسمية وغير الرسمية، أنها لم تقدم إلى الرأي العام ما هو جديد، وتخرج من دائرة الفزعة والكلام المكرور لوجوه مقدّمين ومحللين وضيوف، لم يوفّرهم أهل السوشال ميديا من منشورات النقد اللاذع، وتعليقات السخرية تشهد على ذلك.
ولكن لسان حال الذين نالهم وتنالهم الانتقادات الحادة، يقول: لينتقدوا ما يشاؤون، المهم أن نبقى على الشاشة ظاهرين!.
وفي الحقيقة، يدرك هؤلاء في قرارة أنفسهم، مدى إفلاسهم، حيث الكلام لا جديد فيه، وأن ما يسمعه المشاهد، قد سمعه منهم في المباريات السابقة، عند الفوز والخسارة، والمتغيّر فقط هو إسم المنافس الذي قابل أو يقابل منتخبنا!.    
إلا أن ما يهم المواطن الأردني هو أن يتأهل المنتخب، وعندها نقيم الدبكات وننحر الإبل وندخل أميركا فوق جياد بيض، تصهل على مسمع العالم والبيت الأبيض!. ولكن ..
فرصة التأهل إلى نهائيات كأس العالم المقبلة ٢٠٢٦، بالنسبة للأردن، لا تحققها صرخات هذه الجماهير التي تملأ المنازل والمقاهي والساحات ومرافق وزارة الشباب، ولا "التهريج" على الشاشات و"فتاوى" المسؤولين الذين لا يعرفون عدد نقاط الفوز والتعادل.
فرصة التأهل تتحقق، بعون الله، بمدى استعداد اللاعبين لمباراة اليوم، في جميع النواحي، والإحاطة بقدرات المنتخب المنافس، وكيف العمل خلال مجريات المباراة على تحييد الجمهور العماني، وسواء سارت المباراة في شوطها الأول إلى عدم التسجيل، أو تقدم أحدهما على الآخر، وحتى عند انتهاء الشوط بالتعادل الإيجابي.
بالتأكيد، هذا متروك للمدير الفني، وليس لنا ولا لأي شخص يستطيع أن يضع نفسه مكان المدرب واللاعب.
ما يحتاجه منتخبنا، هو أن يكون الجهاز الفني اختار للتشكيلة أفضل اللاعبين جاهزية، وأبعدهم عن الضغط الإعلامي العُماني، بعد أن تسربت معلومات تفيد بأن المدير الفني سلامي،  قد أبعد جميع العناصر عن كل الذي يدور من ثرثرات في السوشال ميديا والكلام الممجوج للصحفيين والإعلاميين في مؤسساتهم ومواقعهم الإخبارية.
نعم، يخوض منتخبنا مباراة اليوم، بحسابات الفرصة الأفضل، أي أن الفوز بالمباراة يضمن له مبدئياً وضع قدميه بقوة للتأهل.
ولأن هذه الفرصة تدخل في "حسبة برما" والمعروفة بالحسبة المعقدة، كما تناولها الرواة، فإن أنظار الأردنيين ستظل  
 صوب لقاء كوريا الجنوبية والعراق، إذ غير الخسارة أمام كوريا الجنوبية، فإن التعادل سيمنح العراقيين فرصة أخيرة لتحقيق حلمه عند مواجهة "النشامى"،رغم توسّع الفارق، حينها،  ( ١٦- ١٣) لصالح الأردن.
حسابات المنتخبات الثلاثة ( الأردن والعراق وعُمان) كما أشرنا شائكة، وكل جمهور من جماهير هذه المنتخبات يمنّي النفس بفوز منتخب بلاده، في المباراتين المتبقيتين ليصبح نقاطه: 
الأردن ١٩، العراق ١٨، وعُمان ١٦، ومع ذلك، فإن "حسبة برما" ستبقى قائمة، بما فيها المنتخب الكوري الجنوبي المتصدر للمجموعة حالياً  بـ ١٦ نقطة.
دعونا ننتظر بهدوء وتفاؤل، مع قناعتنا أن كرة القدم لها سحرها في شد الجماهير، وسرّها في معاندة المنطق، ولكن لا أحد يأمن مكرها، حتى الذين قاموا على صناعتها وصاغوا قواعد اللعبة!.

مواضيع قد تعجبك