الحملة الجوية المكثفة العنيفة التي يشنها الطيران الحربي الأمريكي على أهداف متعددة في المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم أنصار الله " الحوثيين " في عدة مناطق يمنية في الآونة الأخيرة دفعت العديد من المصادر الصحفية الغربية للحديث عن مقدمة تمهيدية لهجوم بري واسع النطاق تزمع القوات المناهضة للحوثيين شنه على معاقلهم بدعم من بعض الدول الخليجية المؤثرة كالمملكة العربية السعودية و دولة الإمارات العربية المتحدة .
الاحتمالات القائمة لهذا الهجوم البري الواسع النطاق تبقى قائمة و لكنها ضعيفة إلى حد ما الله في المرحلة الحالية حيث تبدو القوات التابعة لحكومة عدن في الجنوب أضعف و اقل تنظيما مما ينبغي لالحاق الهزيمة أو حتى التأثير على مجريات الأحداث في معاقل ما يعرف بتنظيم أنصار الله الحوثي في شمال غربي البلاد حيث الطبيعة الطوبرغرافية الصعبة و التضاريس الجبلية الوعرة ناهيك عن الميلشيات المقاتلة المتمرسة على الحرب في ظروف قاسية و صعبة .
نظرية القائلين بإمكانية تكرار تجربة أفغانستان 2001 من خلال غطاء جوي لتحالف الشمال ضد حركة طالبان يبدو سيناريو صعب التحقيق و المنال في ارض اليمن السعيد ليس لأنه لا يوجد تشابه من حيث الطبيعة الجغرافية الجبلية الوعرة لكلا البلدين بل لأن قوات ما تسمى بالشرعية اليمنية مازالت بعيد عن الوحدة و الانسجام و التجانس في مواجهة قوات الحوثيين الأشد بأسا و صلابة و الاكثر انسجاما و حافزية و دافعية في مواجهة خصومها في أعقاب الشعبية التي احرزتها من خلال سلسلة العمليات العسكرية ضد أهداف صهيونية و غربية في البحر الاحمر بالقرب من مضيق باب المندب و في خليج عدن بل حتى في فلسطين المحتلة نفسها .
تزايد الدعم الشعبي لقوات الحوثيين جعلها قادرة على استقطاب المزيد من الكوادر البشرية المؤهلة في مجتمع يمني محافظ معروف بنزعته القبلية و استعداده الفطري للقتال و الحرب في مواجهة تدني الروح المعنوية و انخفاضها الملحوظ و هبوطها الحآد على الجانب الآخر الذي يعاني كما أسلفنا بالحديث من التشرذم و التفتت مما يجعل من اي هجوم بري محتمل لقوات ما يعرف بالشرعية مغامرة محفوفة بالمخاطر تحمل في طياتها عواقب وخيمة غير محمودة ناهيك عن كونها بحاجة إلى وقت طويل لإعداد العدة لمثل هكذا حملة برية لا تبدو وشيكة الوقوع




