*
الاثنين: 29 ديسمبر 2025
  • 15 ديسمبر 2011
  • 09:13
الغرور
الكاتب:
الغرور
قال من تحدث قبلنا، ان «الغرور حين يصيب الانسان، انما يأتي بعد مرض اسمه «الوهم» يستقر في الذات، فيصيب الثقة بالنفس، بتضخم سرطاني، يصبح بعده المصاب «مغروراً بنفسه» منفوخاً بالفراغ كالبالون، واضافوا ان «الغرور « يُنتج» الكبر» واحتاروا ايهما يسبق الى النفس المريضة بهذا الاداء، فاجمعوا على انهما صنوان يترافقان دوماً، فالمغرور مصاب بداء الكبر، والمتكبر ملوث بجراثيم الغرور، بعد هذا تبين ان «الجهل» هو حاضن هذين الرفيقين «الكبر والغرور» حين يتوهم المصاب انه «الاكمل علماً... والاقدر عملاً... والاعلى كفاءة... والاوسع معرفة... والاعمق الماماً «، عندها يرى ان الدنيا بوجوده تسير، وان غيابه يتسبب بتوقفها وبشمسها وقمرها ومكوناتها كلها... او هكذا يصور له غروره فيدفعه الى تصرف محكوم للكبر، يعتقد انه السيد والاخرون اتباع، هو الآمر وغيره المستجيبون لما امر، هو محور الحياة من خالفه الرأي جاهل ومن عارضه غبي ومن لا يقدم فروض الولاء والطاعه له خارج على القانون، ليكتمل عندها ثالوث الداء فيأتي «الجهل» يصطف الى جانب الغرور... والكبر. صاحبتنا حازت هذا بامتياز، فهي حين جاء اختيارها لاسباب «الاقدمية» لتكون على رأس مديرية عملت بها، انكشفت اصابتها بمرض الوهم ولم يعد بمقدورها ان تخفي الغرور والكبر والجهل التي سكنت نفسها. صارت مع الزميلات والزملاء هي: صاحبة القول الفصل في كل صغيرة وكبيرة، ظنت ان اختيارها انما كان لانها الاكفأ والاقدر والاعلم والاكثر معرفة باسرار ادارة الناس، فاضافت الى ثالوث دائها الذي تمكن منها بعداً جديداً لعله جاء، مع نفوذ السلطة التي ظنت انها ملكتها، فصارت المستبدة» اسقطت من حسابها «الاخرين» واسقطت عن الزميلات والزملاء، صفة الزمالة، وصاروا عندها ادوات عليهم الحركة حسب الاشارة منها، رأت ان المشاركة تنازل عن سلطتها يجب ان لا يكون، والوجة الانساني للعلاقة ضعف لا مكان له في الادارة الناجحة كما تراها. غاب عن بال صاحبتنا، خلف وهم الغرور والكبر اللذين استوطنا ذاتها، انها فرد في مواجهة مجموعة وان نفوذها الذي قدمته لها السلطة، مهزوم امام وقوف الجميع في وجهها، فقد انساها سلوكها المغرور والمتكبر والجاهل، ان «الربيع» هو المسيطر في عالمنا اليوم وان غرورها وتكبرها واستبدادها اولدا «ربيعاً» عند من حولها، بدات تواجه اشكاله، صار معلوماً ان هناك مواجهة بين مديرة مرفوضه ممن حولها يحركها الغرور والكبر وانكار وجود الآخر، وبين موظفين تحت ادارتها قرروا الاضاحة بها وعندما اطلق شعار «الموظفون يريدون تغيير المديرة» جاءت نتائج التحقيق مستجيبة لهذا المطلب، وخسر الغرور والكبر» وشوفة الحال» معركة الادارة.

مواضيع قد تعجبك