أي مقدار من «هشك بشك» يدفع الجسد الطروب
للرقص، وأي مقدار من إثارة يدفع السطحيين للاهتمام، حتى وإن اكتشفوا بأنهم مخدوعون،
فهم لا يملكون الا أن يمارسوا الاهتمام مرات أخرى رغم انخداعهم..
لكن ما الذي يسبب للناس كل هذا الغثيان ؟
من بين الإجابات سنجد: الأسعار والأشعار..
والخطط الزمنية الهادفة للتغيير أو للتشبيح على المواطن الغلبان، كلها أسباب غثيان.
مثلا: المدارس الخاصة تصر على رفع رسومها،
وهذا أصبح تقليد سنوي، مع بداية كل عام دراسي، يفتعلون أزمة ما مع وزارة التربية، تؤول
دائما الى رفع الرسوم، وأمس الأول تحديدا؛ قرأت عن اعتراضات من قبل نقابتهم، تشن فيها
حملة تنطوي على تهديد بتخليهم عن الالتزام حتى بمناهج وزارة التربية، التي تريد تنظيم
عمل هذا القطاع التعليمي التجاري، بعيدا عن الاستفراد بالمواطن المرغم في أحيان كثيرة
على تسجيل ابنائه في مدارس خاصة.. كم من مواطن يشعر بالدوار فوق الغثيان مع بداية كل
عام دراسي مدرسي؟..
لماذا نهتم بالأشعار؟.. من يستطيع أن يتلو
علينا أبياتا نبطية ويتفاعل في الوقت ذاته مع إملاءات «واتس آب» وشقيقاته؟.
تقلقني الأسعار والأشعار، لهذا أكتب، وكنت
أتمنى أن أكون قلقا من ناحية جسدية مثلا، أو تقع «السرسرة» ضمن اهتماماتي، لأغرقت هذه
الزاوية بمقالات عن الحشاشين وال»سوكرجية والسوكرجيات» وعن الخمارات وعن تجارة الدعارة،
وفساد الجهات المانحة والفرص السانحة لكسب وارتزاق غير مشروعين.. لكنني أشعر بكل الغثيان
الذي يتمخض عنه هذيان ، ولا أجد مكانا لحديث عن غير قضايا ندور فيها وتدور فينا حد
النسيان.
لا ألغام في زاويتي اليوم، ولن أشتبك مع
أحد، والسبب هو طغيان الشعور بال»قرف» والغثيان، أريد سماع أغنية «مرعية ولا بلا راعي»
لكن على أنغام ربابة أو صوت شبّابة..
مين الذي يئن قلبه كأنين ربابة؟.
[email protected]
" الدستور "




