*
الاحد: 28 ديسمبر 2025
  • 15 أيار 2013
  • 01:35
حوارات بيروت وعشاء مع ميقاتي
الكاتب: فهد الخيطان
حوارات بيروت وعشاء مع ميقاتي
هل اقترب الحل السياسي في سورية؟ الاتفاق الأميركي-الروسي حفز دبلوماسيين سابقين، من روسيا والصين وأميركا وأوروبا وإيران وتركيا والعالم العربي، إضافة لباحثين ومحللين استضافهم مركز كارنيغي للشرق الأوسط في بيروت نهاية الأسبوع الماضي، على طرح سلسلة من الفرضيات حول مستقبل الصراع في سورية بعد جملة من التطورات؛ لقاء لافروف وكيري، الهجوم الإسرائيلي على دمشق؛ ردود الفعل حياله، وتأثيراته المحتملة على ميزان القوى في سورية والإقليم. الاجتماع مغلق وليس ممكنا نشر تفاصيل ما دار فيه. لكن اللقاء وفر الفرصة لحوارات معمقة بين المشاركين، يمكن الإشارة إلى خلاصاتها بدون الخوض في تفاصيلها أو نسبتها لمتحدثين بعينهم. كما منحنا أحد الأصدقاء اللبنانيين فرصة للقاء مع رئيس الحكومة اللبنانية المستقيلة، نجيب ميقاتي، والحديث بالطبع عن سورية وتداعيات أزمتها على لبنان ودول الجوار. ميقاتي الذي استضاف المشاركين على عشاء بمطعم يطل على بحر بيروت، بدا متشائما من فرص الحل في سورية. في رده على سؤال لكاتب المقال حول الدعوة الروسية-الأميركية لعقد مؤتمر دولي لحل الأزمة في سورية "جنيف 2" قال بسخرية مُرّة: "ربما نشهد "جنيف10" قبل أن نرى حلا للأزمة". وزاد: "مهما كان الحل، سورية لن تشهد استقرارا في الوقت القريب". وعن لبنان الذي وصفه بـ"خط التماس للصراع السني الشيعي"، قال رجل الواقعية السياسية: "كل شيء في لبنان معلّق بالوضع في سورية". لبنان على حد وصفه "ممر هوائي"، والمنطقة كلها من وجهة نظرة تواجه في القريب صراعا "فارسيا عربيا". ميقاتي صاحب سياسة "النأي بالنفس"، يشعر بالأسى على ما يجري في سورية، لكنه قلق على لبنان والأردن، ويخشى من غدر العدو الإسرائيلي، ولا يثق بالتطمينات الغربية. المشاركون في حوارات "كارنيغي" لا يختلفون كثيرا مع ما ذهب إليه ميقاتي بشأن فرص نجاح "جنيف 2"؛ ثمة شعور بأن عوامل الفشل تتفوق على عناصر النجاح. والإشكالية هنا ليست في نوايا النظام السوري فقط، بل حال المعارضة السورية المشتتة، وبعضها أسير أجندات إقليمية ودولية يصعب جمعها على هدف واحد. يقول دبلوماسي: "إذا أردت أن تضمن مشاركة المعارضة، عليك أولا أن تأخذ موافقة عشر دول". ويكشف خبير دولي عاش أشهرا في دمشق، وحاور جميع أطياف المعارضة، أنه التقى ممثلين عن 156 حزبا وجماعة سورية؛ سياسية ومسلحة، لا يزيد أفراد بعضها على خمسة أعضاء. ويضيف آخر سوري أن عدد الفصائل المسلحة ناهز العشرين. أما عن جبهة النصرة؛ التشكيل العسكري الأقوى في سورية، فإن 40 % من أعضائها سوريون، وما تبقى من جنسيات عربية وأجنبية. سياسي سوري يملك معلومات غزيرة وموثقة عن الوضع في بلده، يعتقد جازما أن الولايات المتحدة في اتفاقها الأخير مع موسكو اقتربت من الموقف الروسي، وبأن المعارضة السورية تشعر بالصدمة جراء ذلك. ويختصر الصورة بالقول إن معسكر النظام السوري موحد، بينما معسكر المعارضة مشتت. ويشير آخر إلى أن عائلة الأسد تملك ثروة تقدر بمئة مليار دولار، تنفق منها على الجنرالات المقربين في الجيش، بينما يتولى رجال الأعمال الإنفاق على الشبيحة وعصابات القتل والنهب. وحول حال الاقتصاد السوري، يقول أحد الخبراء بأنه يعمل بنسبة 25 %، وقد بلغ التضخم 60 %، فيما يقدر الاحتياطي من العملات الصعبة بنحو 3.5 مليار دولار. لكن أكثر المناقشات حساسية في بيروت كان حول "سايكس-بيكو 2". وفي هذا الصدد ثمة احتمالات خطيرة، سنتوقف عندها غدا. الغد

مواضيع قد تعجبك