*
الاثنين: 29 ديسمبر 2025
  • 29 ديسمبر 2025
  • 09:51
تقدّم في محادثات إنهاء الحرب الأوكرانية والأراضي ما تزال عقدة الخلاف

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن إحراز تقدم لإنهاء الحرب الأوكرانية وذلك خلال المحادثات التي عقدت في فلوريدا، لكن ترمب أقرّ بأن مشكلة الأراضي لا تزال "عالقة".

وبينما وصف كل من الزعيمين المحادثات بأنها "ممتازة"، قال ترامب إن "قضية أو اثنتين شائكتين للغاية" لا تزالان عالقتين، أبرزها قضية الأرض.

وفي مؤتمر صحفي عقده في مارالاغو، صرّح زيلينسكي بأنهما توصلا إلى اتفاق بشأن "90 في المئة" من خطة السلام المكونة من 20 بنداً، بينما قال ترمب إن ضمان الأمن لأوكرانيا "يكاد يكون قد تم الاتفاق عليه بنسبة 95 في المئة".

وقال زيلينسكي لاحقاً إن فرقاً أمريكية وأوكرانية ستجتمع الأسبوع المقبل لإجراء مزيد من المحادثات حول قضايا تهدف إلى إنهاء الحرب الروسية التي استمرت قرابة أربع سنوات في أوكرانيا.

وقال زيلينسكي في بيانٍ نُشر عبر تطبيق "تليغرام": "أجرينا حواراً جوهرياً حول جميع القضايا، ونُقدّر عالياً التقدم الذي أحرزه الفريقان الأوكراني والأمريكي خلال الأسابيع الماضية".


وكانت قد شنّت روسيا غزواً واسع النطاق على أوكرانيا في فبراير/ شباط 2022، وتسيطر موسكو حالياً على نحو 20 في المئة من الأراضي الأوكرانية.

وقال ترامب إن مقترح تحويل منطقة دونباس في شرق أوكرانيا، التي تسيطر عليها روسيا بشكل كبير، إلى منطقة منزوعة السلاح لا يزال "غير محسوم".

وأضاف للصحفيين بعد الاجتماع: "لقد تم الاستيلاء على بعض تلك الأراضي. وربما يكون بعضها الآخر مطروح للاستحواذ عليه، ولكن قد يتم الاستيلاء عليه خلال الأشهر المقبلة".

وتسيطر موسكو حالياً على نحو 75 في المئة من منطقة دونيتسك، ونحو 99 في المئة من منطقة لوهانسك المجاورة. وتُعرف المنطقتان مجتمعتين باسم دونباس.

وتريد روسيا من أوكرانيا الانسحاب من الجزء الصغير من الأراضي التي لا تزال تسيطر عليها في دونباس، بينما تُصر كييف على إمكانية تحويل المنطقة إلى منطقة اقتصادية حرة تحت حراسة القوات الأوكرانية.

وقد غيّر الرئيس الأمريكي موقفه مراراً بشأن الأراضي الأوكرانية المفقودة. ففي سبتمبر/ أيلول، أثار دهشة المراقبين باقتراحه إمكانية استعادة أوكرانيا لها، ثم تراجع عن موقفه لاحقاً، وقال: "هذه قضية شائكة للغاية، وسيتم حلها".

وأكّد أن الضمانات الأمنية لأوكرانيا "مكتملة بنسبة 95 في المئة"، دون أن يلتزم رسمياً بتقديم دعم لوجستي أو نشر قوات لحماية أوكرانيا من أي هجمات مستقبلية.

وألمح ترمب إلى إمكانية إجراء محادثات ثلاثية بين الولايات المتحدة وروسيا وأوكرانيا، قائلاً إنها قد تُعقد "في الوقت المناسب".

وفي حين أن الرئيس الأمريكي حريص على إضافة الحرب الأوكرانية الروسية إلى قائمة الصراعات التي يقول إنه أنهاها، فقد حذر من أن المحادثات المتعثرة أو الملغاة التي تسير "بشكل سيئ للغاية" قد تعني استمرار الحرب.

وأجرى ترمب في وقت سابق مكالمة هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ولكنه لم يقدم تفاصيل كثيرة عن المكالمة الهاتفية، إلّا أنه قال إنه يعتقد أن الزعيم الروسي "يريد لأوكرانيا أن تنجح".

وفي الوقت نفسه، أقرّ ترامب بأن موسكو لا تُبدي اهتماماً يُذكر بوقف إطلاق النار الذي يسمح لأوكرانيا بإجراء استفتاء شعبي. وأضاف: "أتفهم هذا الموقف".

بدوره، قال يوري أوشاكوف، مستشار السياسة الخارجية الروسية، إن ترامب هو من بادر بالاتصال، وإنه ناقش مع بوتين آخر مقترحات الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا لإنهاء الحرب.

وأوضح أوشاكوف، السفير الروسي السابق لدى الولايات المتحدة، أن ترامب استمع إلى تقييم الكرملين للمقترحات، وأن الرئيسين أنهيا المكالمة متفقين على أن وقف إطلاق النار المؤقت الذي اقترحه الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا سيؤدي إلى إطالة أمد الصراع.

واقترح زيلينسكي إمكانية اجتماع المسؤولين الأوكرانيين في البيت الأبيض في يناير/ كانون الثاني، بحضور قادة أوروبيين، في الوقت الذي تُنهي فيه الوفود الأمريكية والأوكرانية وضع اللمسات الأخيرة على الخطط لإجراء مزيد من المحادثات.

وفي مكالمة هاتفية مع الحلفاء الأوروبيين عقب الاجتماع، أشادت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بـ "التقدم الجيد" الذي تم في محادثات فلوريدا، مع التأكيد على ضرورة حصول أوكرانيا على "ضمانات أمنية صارمة منذ اليوم الأول".

bbc-logo

مواضيع قد تعجبك