يقف المجتمع الأردنيّ شامخًا بين أمم العالم، يجمع بين عبق الماضي وروح الحاضر، فيزاوج بين الأصالة التي ورثها عن أجداده والمعاصرة التي يواكب بها تطور العصر. هو مجتمع عرف كيف يحفظ جذوره في أرض التاريخ، بينما تمتد أغصانه نحو سماء المستقبل.
فالأصالة في الأردن ليست قيدًا يشدّه إلى الوراء، بل هي جذور الهوية التي تمنحه الثبات والعزة. من باديةٍ عرفت الكرم، إلى قرىً حفظت قيم التعاون، إلى مدنٍ تزهو بالعلم والعطاء. في كل زاوية من هذا الوطن تلوح ملامح الأصالة في السلوك، في الأخلاق، وفي التقاليد التي تُكرم الكبير، وتوقّر العلم، وتعتز بالانتماء إلى الوطن والقيادة.
وفي الوقت نفسه، يمدّ الأردن يده بثقة إلى العصر، في
العلم والتكنولوجيا والانفتاح الواعي على العالم. شابّه المتعلّم يحمل الحاسوب بيدٍ، ويصون القيم بيده الأخرى. المرأة الأردنية تشارك في ميادين العمل والعلم، وهي ما تزال تحفظ مكانتها في الأسرة والمجتمع.
هذا التوازن الجميل بين القديم والجديد هو سرّ تماسك المجتمع الأردني؛ فلا هو انغلق في قوقعة الماضي، ولا ذاب في زخم الحداثة. بل صنع طريقه الخاص الذي يجمع بين العقل والروح، بين العلم والإيمان، بين التقدم والهوية.
إنّ المجتمع الأردني يعلّمنا أن المعاصرة لا تعني التخلي عن القيم، وأن الأصالة لا تعني الجمود؛ بل هما جناحان يحلّق بهما الوطن في سماء النهضة والكرامة.
وفي نهاية المطاف -
هكذا يبقى الأردن وطنًا متجددًا في فكره، راسخًا في جذوره، قويًّا بأبنائه الذين يحملون في قلوبهم نبض التاريخ، وفي عقولهم وعي الحاضر، وفي أحلامهم إشراقة المستقبل.
فالأصالة والمعاصرة في الأردن ليستا طرفين متقابلين، بل روحٌ واحدة تُنير درب الوطن نحو الغد الأجمل




