*
الاثنين: 15 ديسمبر 2025
  • 11 ديسمبر 2025
  • 19:07
للمطر اشتياق 
الكاتب: نبيل عماري

خبرني - عندما كان يأتينا المطر نشعر بأشتياق له لرائحة التربة من أول شتوة لتساقطه على بقايا زهر ياسمينة بيضاء تبتل بالمطر نشتاق للمطر لنشتم رائحة الصوف الخارج من مكامنه نشتاق لمطر بلادنا وقرانا في غربتنا نشتاق لتوليع الصوبة لأول مرة لوضع قليل من عجين الخبز على الصوبة لرائحة قلية قمح وعدس وشواء بطاطا وسلق شمندر وكستناء ولهبال طبخة ملفوف ورائحة مرقة عدس لنزول خضار الشتاء من خبيزة وعلت ومرار وشومر وحويرنة لزيت الزيتون البكر لمونة البيوت قبل الشتاء رصيع زيتون ومقدوس باذنجان نعم نشتاق الى رائحة حارتنا عند سقوط المطر ، الى الشوارع المبللة ، الى الاشجار المجردة من اوراقها إلى عبق التراب الى لمة العائلة حول المدفأة وإلى فطائر الكشك والسبانخ ومناقيش زعتر بيتية في يوم ماطر لكوب الشاي بالميرمية نغط به حبات الكعك المسمسم والقرشلة وفنجان القهوة إلى لفة الزعتر واللبنة وحبات الزيتون.... إلى صفط راحة وبسكوت نشتاق لأصوات العصافير والتي غابت بعد تلك الشتوة لتخرج علينا بيوم مشمس تزقزق كل صباح نشتاق للمة العيلة لبيوتنا القديمة لأناس فارقونا ذهبوا لبيوت الحق نشتاق الى كل تلك التفاصيل التي تسكن داخلنا والتي نعجز عن وصفها.  نتذكر شتاء الماضي ونتذكر طفولتنا و احلامنا البسيطة جدا . 
نعم للشتاء حنين وأشتياق لطفولة ولمة عائلة لفرح حقيقي بنزول المطر لغناء كنا نغنيه للشتاء والمطر 

يا رب تشتي تشتي وروح عن ستي ستي تعملي كعكة أكلها وأنام وصبح جوعان ع راس السعدان .

مواضيع قد تعجبك