*
الاحد: 07 ديسمبر 2025
  • 05 ديسمبر 2025
  • 17:14
الكاتب: زهير الفقيه

خبرني - ليس مثيراً هذا الموضوع ولا مغرياً، ولن يعني شيئاً للمواطنين التواقين إلى «إسقاط فواتير المياه والكهرباء».. ولا تهمهم قضايا مثل الحدائق العامة أو مصطلح البنية التحتية، بل يثير شهيتهم وجشعهم مطالب «زيادة الخدمات».. وسواها من الشعارات، أما القضايا ذات البعد الفني التي يختص فيها المجلس البلدي، فلن تحرك ساكناً لديهم، وهي أسباب الفتور في انتخابات «بلديه 2026».

تبدو شعارات المرشحين انعكاساً لهذا الواقع المحبط، فهي خالية غالباً من أي مضمون، مجرد عبارات انشائية، وهذه نماذج منها: «معاً للتطوير والاصلاح، وما توفيقي إلا بالله، صوتك أمانة، نعمل لزرقاء أجمل، لكم الاختيار وعلينا الوفاء، الزرقاء نظيفة»، عدا شعار يتم لمرشح  يتحدث عن «الكفاءة والخبرة والإخلاص».. وأما أكثر الشعارات رواجاً، والمستخدم من معظم المرشحين فهو «مرشح الجميع»؟

المثير في الشعار الأخير، ان «مرشح الجميع» كان للتو نشر عبر صفحات الفيس ومواقع التواصل الأخرى يشكر فيها «ابناء عشيرتي» لتزكيتهم له في انتخابات فرعية، لم يستشر فيها «الجميع» الذين يتحدث باسمهم.. ولعل هذا ما دفع مرشحاً آخر الى تعديل شعاره: «للجميع بصدق».. أي ان الآخرين غير صادقين؟ في حين اختار بعض المرشحين شعارات «ديماغوجية».. لا تخاطب عقولهم بل تستعطفهم وترجوهم «بقلب مفتوح ويد ممدودة».. لكن هذه اليد ممدودة الى أين؟ لعل تجارب المجلس البلدي تجعلنا نضع ايدينا على قلوبنا!
يحاول البعض استمالة «ابناء الدائرة» بأسلوب الفزعة ومع قليل من التصعيد اللفظي «أوقفوهم انهم مسؤولون».. ولم يوضح الاعلان، الذي يغزو جميع مناطق الدوائر، من المقصود أو المطلوب وقفهم! ولا بأس في قليل من الخضوع لمصلحة البلد.. «ولي في أبناء دائرتي رجاء».. وبالطبع صاحب الشعار هو «مرشح الجميع».. دائماً!
لعل الشعارات تكشف وتفضح في آن، ضعف مستوى المرشحين، فكثير منهم لا خبرة لديهم في المسائل البلدية والأمور الهندسية كتنظيم المناطق ولوائح البناء، ولا يدركون حقاً اختصاصات المجلس البلدي، وقليلون منهم المتخصصون، عدا بضعة مهندسين، ونصف المرشحين تقريباً جاؤوا نتيجة إما انتخابات فرعية قبلية أو محاصصة عائلية ، وبالتالي ليس لديهم ما يقولونه فعلاً غير شعارات انشائية، وهم يعرفون ان سبيلهم الى المقعد إما العشيرة وإما  المال.

ويعلم المرشحون، ومعظمهم يشكل المجلس البلدي بالنسبة لهم الخطوة الأولى نحو مجلس النواب ، ان المجلس البلدي محض جهاز فني، لا يحتمل الشعارات السياسية المغالية التي يتعاطى بها أعضاء مجلس النواب لاستمالة الناخبين، رغم ان اهتمامات المجلس البلدي اقرب الى المواطنين الذين لا يعون أهمية المجلس البلدي واختصاصاته التي تستهدف حياتهم اليومية، في المرافق العامة والشوارع، وفي بيوتهم ومناطقهم السكنية، وكل ما هو قريب من حياتهم.. وحتى مماتهم.

عندما سئل احد المرشحين وهو يستعد لتسجيل اسمه مرشحاً إذا كان يعرف قانون البلدية، أجاب بكل تواضع: لم أقرأه بعد؟ ومرشحون لا يدركون الفرق بين القوانين واللوائح، وحولوا لائحة البناء الى قانون!
يبدو ان شعارات شباب «البلدي» الجديد بحاجة الى قافلة طويلة من الشعارات الرنانة والتي تدخل  القلوب قبل العقول. 
 

مواضيع قد تعجبك