*
الاحد: 07 ديسمبر 2025
  • 29 أيلول 2025
  • 13:03
الكاتب: نبيل عماري

خبرني - المغترب عندما يصل لوطنه وبلدته وبيت أهله يصلها بشغف لبيت العز لحنو أب وأم وأخوة وخوات حتى الشوارع يسير بها متجولاً بين أزقتها محدقاً بملاعب الصبا يبحث عن التفاصيل الجميلة في حياته مدرسته وقاعة أمتحان التوجيهي وفرح نجاحه تشتم ذاكرته رائحة الملبس ع لوز ومناسف الفرح يعيد بذاكرته طفولته عندما كان يبيع الكريزة على عتبات بيته وينادي كريزة يا حلاوة يتذكر العيدات بالعيد والكجة الفخارية والعشر قروش من خاله أو عمه وهي تخرج من جيب البنطال الصغيرة يتذكر المراجيح بالحارة وذهابه بالعجنة للفران وحتى ذهابه للمطحنة مع والدة فيرجع مغبر بالطحين يتذكر نومة السطح ورائحة رطوبة السطح وصوت صرصور الليل في يوم حار ، في الغربة تشعر أن الوقت يمضى سريعاً ومعه تمضى الحياة وبينهما مشاعر الحنين للوطن  تكاد تصيبك بالاختناق عندما تسمع نجاة الصغيرة حبايبنا عاملين ايه بالغربة وأخباركم أيه مرتاحين ولا زعلانين عندما تكون بالغربة تغفو قليلاً ويأخذك الحلم إلى بيتك وأهلك وفطور صباحي على طبلية وحبات تين خضارية من شجرة في حوش البيت أو عناقيد عنب تدعوك لقطفها وكاسة شاي ولمة عيلة  وهمس حفيف شجر ونسمة طرية تداعب نومك في بيت العيلة  تذهب بك إلى عالم آخر، فتسمع وانت تحلم أصوات عجلات شنطة سفر تصحو من حلمك تذكرة ومطار وطارت الطيارة والحبايب طاروا صوت طائرة تُحلق في السماء يجعل الحنين يجتاح القلب ، تلك التفاصيل قد تكون عادية لملايين الناس ولكن لمن يحن لوطنه وأهله وحارته وحتى لمواسم قريته ولرائحة الأرض من أول شتوة هو شيء جميل داخل كيانه  عندما تسافر لأول مرة ستكتشف أنك تجمع ذكرياتك وأيامك فى شنطة تحملها وتمضي، ولكن الأصعب حين العودة للغربة  أنها مزيج من مشاعر مختلطة من بين صور يملؤها الحنين وصور يملؤها البكاء وصورة أو اثنتين قد إلتقطها خِلسة وأنت تضحك من قلبك وصراع بين حب البقاء بين الأهل والأحبة وصراع الرزق والتعلم والتعليم وحسب قول وغناء فيروز منقول رايحين.. منكون راجعين على دار الحبّْ ومش عارفين ف الغربة خط فاصل، فحياتك قبل أن تسافر قصة وبعد السفر رواية،

مواضيع قد تعجبك