*
الجمعة: 05 ديسمبر 2025
  • 14 أيلول 2025
  • 23:21
الكاتب: الدكتور ماجد عسيلة

خبرني - مقال أستاذ الإدارة الرياضية الزميل الكويتي الدكتور عبدالله الغصاب في صحيفة النهار "اللجنة الأولمبية الدولية.. قيم على الورق ودماء على الأرض" استفزني بشدة، ودفعني لكتابة هذه السطور، لأنني وجدت في كلماته صدى لما يختلج في صدور كثيرين يرون ازدواجية اللجنة الأولمبية الدولية بأم أعينهم والكيل بمكيالين، ويشعرون بمرارة صمتها أمام ما يجري في غزة.
فاللجنة التي تتحدث دوما عن العدالة والحياد، وسرعان ما تعاقب دولا وتمنعها من المشاركة أو رفع أعلامها بسبب قضايا إدارية أو مخالفات رياضية وبسرعة، تقف عاجزة، أو بالأحرى صامتة أمام مأساة إنسانية يعيشها الشعب الفلسطيني على مدار عامين، حيث دمرت ملاعب وصالات، وقتل رياضيون حلموا بأن يمثلوا وطنهم، وتحولت الرياضة إلى ساحة دم وركام.
الأشد مرارة أن اللجنة الدولية لم تكتف بالصمت، بل واصلت تعاملها مع الكيان الصهيوني كأنه دولة طبيعية تحترم القيم الأولمبية، بينما العالم كله يرى بأم عينه حجم الجرائم بحق المدنيين والرياضيين.. هذا الموقف ليس حيادا، بل ازدواجية فاضحة تطيح بكل ما تدعيه اللجنة من التزام بالميثاق الأولمبي.
إن الميثاق الذي يتحدث عن العدالة والمساواة واحترام حقوق الرياضيين لم يجد طريقه إلى غزة، فالأطفال الذين حلموا بارتداء قميص منتخب بلادهم، دفنت أحلامهم تحت الأنقاض، والملاعب التي بنيت لتكون ساحات للسلام والفرح، تحولت إلى شاهد صامت على جريمة كبرى يتجاهلها العالم الرياضي.
اللجنة الأولمبية اليوم أمام لحظة فارقة؛ إما أن تثبت أنها مؤسسة تدافع عن الرياضيين بصرف النظر عن جنسياتهم وظروفهم، أو أن تعلن صراحة أن قيمها مجرد نصوص براقة تستخدم وفق المصالح السياسية، فالتاريخ لن يغفر للمتواطئين، ولن يرحم الصامتين.
إن الرياضة التي تداس فوق دماء الأبرياء لا يمكن أن تكون جسرا للسلام، بل شاهد اتهام على عجز المنظمات الدولية عن حماية أبسط القيم الإنسانية.
ولهذا فإنني أدعو الدول العربية والإسلامية، وكل دول العالم الحر، والقوى المؤمنة بالعدالة والإنسانية، إلى مقاطعة نشاطات اللجنة الأولمبية الدولية بما فيها الألعاب الأولمبية، حتى تعود اللجنة إلى ميثاقها وقيمها الأصلية التي أقرت قبل أكثر من ألفي عام، حين كانت الألعاب الأولمبية رمزا للسلام، توقف الحروب من أجل الرياضة، لا كما هو الحال اليوم حيث تشرعن الصمت أمام الدماء.
ختاما.. لا بد من كلمة تقدير للدكتور عبدالله الغصاب، الذي أثار بهذا المقال الهام قضية كبرى تستحق أن تبقى حاضرة في وجدان كل من يؤمن بالعدالة والرياضة كقيمة إنسانية عليا، لا كشعار أجوف يتهاوى أمام جرائم الاحتلال.

مواضيع قد تعجبك