البكتيريا المصنعة للفيتامينات واهميتها بالصناعات

خبرني -  تُعتبر البكتيريا المنتجة للفيتامينات جزءًا من البكتيريا النافعة التي تتواجد طبيعيًا في الجهاز الهضمي للإنسان والحيوان، كما يمكن زراعتها صناعياً لاستخدامها في تصنيع المكملات الغذائية والأغذية المدعّمة. هذه البكتيريا تمتلك القدرة على تحويل المركبات العضوية البسيطة إلى فيتامينات من خلال عمليات التمثيل الغذائي المعقدة، مما يجعلها مصدرًا اقتصاديًا ومستدامًا لإنتاج الفيتامينات على نطاق صناعي.

البكتيريا المنتجة للفيتامينات تُعد من الكائنات الدقيقة المفيدة التي تلعب دورًا حيويًا في الصحة البشرية والحيوانية، وكذلك في الصناعات الغذائية والدوائية. هذه البكتيريا قادرة على تصنيع أنواع متعددة من  وحمض الفوليك (B9)، والريبوفلافين (B2)، والبيوتين (B7)h وفيتامين  B12 الفيتامينات الأساسية، مثل 

تلعب هذه البكتيريا دورًا حيويًا داخل الجهاز الهضمي للكائنات الحية، حيث تساهم في التوازن الميكروبي وتحسين الامتصاص الغذائي، كما أن استخدامها في التطبيقات الصناعية قد وفر بديلاً مستدامًا وفعالًا لإنتاج الفيتامينات بدلًا من الطرق الكيميائية المعقدة والمكلفة. ومع التقدم في تقنيات الهندسة الوراثية والتقنيات الحيوية، بات من الممكن تعديل بعض السلالات البكتيرية لزيادة قدرتها على إنتاج كميات أكبر من الفيتامينات، مما يعزز من قيمتها الاقتصادية والوظيفية.

وتُعد سلالات مثل Lactobacillus و Bifidobacterium و Propionibacterium 

من أبرز الأمثلة على البكتيريا التي تستخدم لإنتاج الفيتامينات، سواء في داخل جسم الإنسان أو في الصناعات الغذائية والدوائية .

 أهمية البكتيريا المنتجة للفيتامينات

1-تعزيز الصحة العامة: تساعد على سد النقص الغذائي في الجسم، خاصة في حالات سوء التغذية أو امتصاص الفيتامينات بشكل غير كافٍ. 
2-صديقة للبيئة: تمثل بديلًا مستدامًا للإنتاج الكيميائي للفيتامينات. 
3-تحسين جودة الأغذية: تُستخدم في تخمير بعض المنتجات الغذائية لزيادة قيمتها الغذائية
 4-صناعة الأدوية والمكملات الغذائية (الاستخدام الصناعي)

تُستخدم البكتيريا في إنتاج الفيتامينات بطرق حيوية بديلة للطرق الكيميائية المعقدة و
منتجاتها تُعد "عضوية" أو "طبيعية"، وهو ما يُفضله الكثير من المستهلكين.
5- صناعة الأغذية المدعّمة:
تُضاف البكتيريا المنتجة للفيتامينات إلى المنتجات الغذائية مثل الزبادي، اللبن، المشروبات، والأجبان و
تعمل على تحسين القيمة الغذائية للأغذية.
6- خفض تكلفة الإنتاج:
الطرق الحيوية باستخدام البكتيريا غالباً أقل تكلفة وأقل ضرراً بالبيئة مقارنة بالطرق الكيميائية.
7- دورها في البروبيوتيك: تستخدم كبروبيوتيك لدعم الجهاز الهظمي والمناعي مثل بكتيريا لاكتوبساس. 
أمثلة على البكتيريا المصنعة للفيتامينات :

B12  فيتامين كوبالامين-أ
يتم إنتاجه بكفاءة بواسطة أنواع مثل:
Propionibacterium freudenreichii
Pseudomonas denitrificans
Bacillus megaterium
Lactobacillus plantarum
Bifidobacterium bifidum
Escherichia coli
: (ريبوفلافين) B2فيتامين - ب
تنتجه أنواع مثل
Bacillus subtilis
Lactobacillus plantarum
(فطر خميري يستخدم صناعياً) Ashbya gossypii
:B9 (حمض الفوليك) فيتامين  ج- 
تنتجه سلالات من:
Lactobacillus plantarum
Bifidobacterium adolescentis
Bifidobacterium bifidum
:B6 (بيريدوكسين) د-فيتامين 
تنتجه أنواع مثل
Corynebacterium glutamicum
Bifidobacterium bifidum
:(K) ه- فيتامين
.(K  وB12سلالات معدلة وراثيًا تُستخدم لإنتاج فيتامين) Escherichia coli تنتجه أنواع مثل
اليات إنتاج الفيتامينات في البكتيريا بشكل مختصر:
: (Biosynthesis)1- التخليق الحيوي 
البكتيريا تنتج الفيتامينات عن طريق مسارات إنزيمية تبدأ من مركبات بسيطة (مثل الجلوكوز أو الأحماض .B12، B2، B9  الأمينية) وتحوّلها إلى فيتامينات مثل 
 :(Metabolic Pathways)2- المسارات الأيضية 
لكل فيتامين مسار خاص، مثل:
كوبالامين: تصنعه بكتيريا معينة فقط عبر مسار معقد يتضمن أكثر من 30 إنزيماً. B12 فيتامين
: تُنتجه بكتيريا الأمعاء عبر تحويل حمض البارا-أمينوبنزويك. B9 فيتامين
3- تنظيم جيني دقيق: 
الجينات المسؤولة عن إنتاج الفيتامينات تُفعَّل أو تُثبَّط حسب الحاجة والظروف البيئية.
4- التكافل مع الكائنات الأخرى:
 (B وK) مثل بعض البكتيريا تعيش في أمعاء الإنسان وتزوّده بفيتامينات معينة
5- الهندسة الوراثية (في البحوث والتطبيقات الصناعية)
يتم تعديل البكتيريا مثل لإنتاج كميات صناعية من الفيتامينات لأغراض تجارية
E. coli

الخاتمة
يمثل استخدام البكتيريا في إنتاج الفيتامينات ثورة في مجال التكنولوجيا الحيوية، حيث يجمع بين الفعالية الاقتصادية والبيئية. ومع التقدم في علم الأحياء الجزيئية والهندسة الوراثية، يتزايد الأمل في تطوير سلالات فائقة الإنتاج تسهم في تلبية الطلب المتزايد على الفيتامينات. كما أن لهذه البكتيريا دوراً محورياً في دعم الغذاء الصحي وتحسين حياة الملايين حول العالم، خاصة في المناطق الفقيرة غذائيًا. المستقبل يحمل فرصًا واعدة لهذه التكنولوجيا الحيوية في جعل العالم أكثر صحة واستدامة.