خبرني - في مشهد لا يخلو من التناقض والوقاحة السياسية، خرجت مجموعة من المحتجين في تل أبيب للتظاهر أمام السفارة المصرية، بدعوى المطالبة بفتح معبر رفح ودخول المساعدات إلى قطاع غزة. هذه الخطوة، التي تدّعي دعم القضية الفلسطينية، لم تكن سوى محاولة مكشوفة لتبرئة الاحتلال من جرائمه، وتحويل الأنظار عن المجازر والانتهاكات المستمرة بحق المدنيين في غزة، إلى اتهامات سياسية باطلة تُوجَّه إلى دولة شقيقة كانت ولا تزال في طليعة الداعمين للقضية الفلسطينية.
كيف يتجرأ من يعيش تحت مظلة الاحتلال، ومن يرفع علم دولة تمارس القتل والحصار يوميًا، أن يُحمّل المسؤولية لدولة عربية كسرت الحصار مرارًا، وأدخلت قوافل المساعدات والجرحى من أبوابها؟
أليس الأولى بهؤلاء أن يرفعوا صوتهم في وجه الاحتلال الذي يقصف الأطفال ويهدم البيوت ويمنع وصول الشاحنات الإنسانية؟
أم أن بعض “الناشطين” اختاروا تزييف الوقائع، وابتلاع خيانة المبدأ، مقابل استعراض إعلامي خالٍ من الشرف الوطني؟
لا يُعقل أن يتحوّل معبر رفح إلى شماعة يعلّق عليها بعض المغرضين إخفاقاتهم، بينما الآلة العسكرية الإسرائيلية تفرض الحصار من كل الجهات وتتحكّم في دخول الهواء والماء.
ولا يمكن القبول بمحاولة إعفاء تل أبيب من مسؤولياتها، عبر شيطنة القاهرة التي فتحت أبوابها مرارًا لأهل غزة، وتحملت ما لا تحتمله أي دولة أخرى من ضغوط ومعارك دبلوماسية.
إننا نستنكر هذه الوقفة “الاستعراضية”، ونراها إساءة مباشرة للدور المصري القومي، وللموقف العربي الذي يتعرض لمحاولات تشويه منظمة من قلب الأراضي المحتلة.
وندعو كل من يملك ذرة من ضمير أن يوجّه غضبه نحو المحتل الحقيقي، لا نحو من يحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه في ظل صمت دولي مريب وعجز أممي مخجل.




