*
الخميس: 11 ديسمبر 2025
  • 21 حزيران 2025
  • 17:58
الدبلوماسية  مخرج آمن من الازمة الإيرانية  الإسرائيلية
الكاتب: د. منار الحمايدة

ان تزايد حجم الاشتباكات والهجمات المتبادلة بين إيران واسرائيل حتى اللحظة فهو لا ينذر الا بمزيد من الفوضى وعدم الاستقرار ،لإن هذا التصعيد لا يخدم إلا دوامة العنف في المنطقة التي عانت كثيرا من حالة الصراعات والتوترات ، ومع ازدياد المخاوف حول انزلاق المنطقة لمواجهة شاملة قد تمتد لدول الجوار فإن نداء العقل يظهر بشكل قوي لإنهاء هذه المواجهة بشكل دبلوماسي ،و في هذا السياق، يطفو على السطح سؤال مصيري: هل آن الأوان لتحويل الصراع من ساحة المعارك إلى طاولة المفاوضات؟  
فالتصعيد الأخير، بكل ما حمله من ضربات وردود فعل معلنة، لم ينتج سوى تآكل الأمن الجماعي. فكلا الطرفين وإن تمسكا بخطاب القوة، فهما يدركان أن مزيدا من التصعيد سيكون بمثابة انتحار إقليمي تدفع ثمنه شعوب بأكملها.  
وفي محاولات لانهاء هذه المواجهة فإن المجتمع الدولي يستخدم كل ما يملكه من خيارات للخروج من هذه الازمة بأسرع وقت ،حيث تصاعدت لغة التحذيرات من عواصم غربية وعربية على حد سواء، داعيةً إلى كبح جماح التصعيد. وتزامن ذلك مع مبادرات دبلوماسية_ وإن بدت حذرة_ تقودها أطراف دولية وإقليمية بما في ذلك الأمم المتحدة ودول أوروبية - سعيًا لاحتواء الأزمة قبل خروجها عن السيطرة.  
وفي هذا المشهد، يبرز الأردن من خلال جهود الملك عبدالله الثاني كطرف فاعل قادر على لعب دور جسر بين الأطراف المتنازعة. فتاريخ الأردن الطويل في الوساطات الإقليمية وموقعها الجيوسياسي المحوري يؤهلانها لقيادة جهود دبلوماسية تفضي إلى حلول عملية،والتركيز على الحلول السياسية عوضاً عن الخيارات العسكرية.
فاللجوء إلى الدبلوماسية ليست علامة ضعف،بل هو ذروة الحكمة السياسية حين تصبح البدائل العسكرية طريقًا إلى الهاوية.فالحوار الجاد لا يتناقض مع حماية المصالح، بل هو الضامن الوحيد لتحقيقها دون خسائر فادحة. فالسؤال الأكبر الآن:هل ستستجيب العواصم المعنية لنداء العقل،أم ستترك المنطقة تنزلق إلى مواجهة قد تكون الأخيرة؟ الجواب يكمن في القرارات التي سيتم اتخاذها خلال الأيام القليلة المقبلة.  
لقد حان وقت الدبلوماسية.. ليس كخيار وحيد فحسب، بل كضرورة وجودية للمنطقة بأسرها.
 

مواضيع قد تعجبك