خبرني - لما المنتخب الأردني تأهّل لكأس العالم، الناس كلها فرحت... بس خلينا نغوص شوي أعمق. لأن القصة مش بس مباراة وانتهت، القصة إلها أبعاد أكبر بكتير، وبتمسّ السياسة، والاقتصاد، والإعلام، والرياضة نفسها. خلونا نفصّلها وحدة وحدة:
1. البُعد الرياضي – من ملاعب الحارات إلى ملاعب العالم
تأهل الأردن لكأس العالم ما كان ضربة حظ، بل نتيجة سنوات من العمل المنظّم:
أكاديميات كروية مثل أكاديمية الوحدات والفيصلي ومدارس الأمير علي، ساهمت بتخريج جيل شاب قوي.
الاحتراف الخارجي للاعبين مثل يزن النعيمات وموسى التعمري عزز مستوى المنتخب.
الأردن صعد على حساب منتخبات أقوى منه تصنيفيًا، مما يعكس تطور الذكاء التكتيكي والكفاءة البدنية.
الدوريات المحلية رح تستفيد من الزخم، ورح يكون في طلب أكبر على اللاعبين الأردنيين بالمنطقة.
2. البُعد الاقتصادي – لما الكرة تصير استثمار وطني
التأهل للمونديال يعني تلقائيًا مبلغ 10 إلى 12 مليون دولار من الفيفا، كمنحة للمشاركة فقط.
عوائد الإعلانات والرعايات على التلفزيون الأردني والمنصات المحلية ممكن توصل لأكثر من 5 ملايين دينار أردني.
الترويج السياحي غير المباشر للأردن كوجهة "آمنة وحديثة ورياضية" ممكن يرفع أعداد الزوار بنسبة 15–20% خلال سنة المونديال.
توقّع بارتفاع مبيعات قمصان المنتخب والمنتجات المرتبطة به بنسبة تفوق 300%، ما يفتح سوقاً للشركات المحلية الناشئة.
3. البُعد السياسي – كرة موحدة في زمن انقسامات
في الوقت اللي فيه الإقليم مليان توتر، الأردن ظهر كبلد مستقر قادر ينجز إنجاز عالمي.
الحكومة والأجهزة الرسمية استثمرت في الرياضة كوسيلة دبلوماسية ناعمة، خصوصًا أن كرة القدم تصلح لتليين العلاقات الدولية.
المشهد الشعبي كان مدهش: الأردني والفلسطيني والشركسي والبدوي والمسيحي، الكل واقف مع بعض… وهذا تكريس للوحدة الوطنية في أجمل صورها.
التأهل أتاح فرصة للقصر الملكي لتقديم رسالة مباشرة للشعب، عززت العلاقة بين القيادة والناس، بلغة الفرحة والاعتزاز.
4. البُعد الإعلامي – الأردن ترند عالمي
في أول 24 ساعة من إعلان التأهل، اسم "Jordan" تصدّر مؤشرات البحث في أكثر من 30 دولة.
أكثر من 200 وسيلة إعلام دولية تحدثت عن "قصة الأردن" كمثال على الإصرار والصعود.
الإعلام المحلي وجد فرصة نادرة ليبدع، من إنتاج أفلام وثائقية قصيرة إلى استضافة خبراء عالميين.
الإعلام الرسمي استخدم الحدث لتقديم صورة الأردن الجديد: حداثة، طموح، إنجاز… بعيد عن الصورة النمطية للمنطقة.
كلمة أخيرة
الكرة دخلت المرمى، بس تأثيرها طلع برّا الملعب…
سياسيًا وحدتنا، اقتصاديًا نفعتنا، إعلاميًا عرّفت فينا، ورياضيًا كبرتنا.
وهاي المرة مش بس بنحلم، إحنا عم نكتب التاريخ بأقدام النشامى، وبقلوب الناس اللي آمنت إن المستحيل مش وارد ببلد اسمه الأردن.