*
الاربعاء: 17 ديسمبر 2025
  • 19 نيسان 2025
  • 12:35
الحسين في أم قيس يثير الأسئلة الكبرى
الكاتب: زهير الشرمان

في خطوة تعبر عن إدراك عميق لقيمة الإرث الوطني زار سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ترافقه سمو الأميرة رجوة مدينة أم قيس الأثرية حاملا معه رسالة تتجاوز حدود السياحة إلى فضاءات الهوية والانتماء والتنمية.

تقع أم قيس المدينة الجادارية القديمة على تلة تشرف على مشهد بانورامي فريد يضم بحيرة طبريا وهضبة الجولان ووادي اليرموك وكأنها حارسة على مفترق التاريخ والجغرافيا. هذه الزيارة لا تقرأ فقط في سياق الاهتمام بالمواقع الأثرية، بل تأتي في إطار سعي سموه لتعزيز الاتصال بين الأجيال الحالية وجذورها الحضارية العميقة.

في زمن تتآكل فيه معالم الهوية تحت وطأة العولمة والصراعات تأتي هذه الزيارة لتقول إن في الأردن إرثا لا يقاس بالذهب، بل بالحجارة التي تروي حكاية حضارات تعاقبت على هذه الأرض من الإغريق إلى الرومان إلى العرب، كما تؤكد زيارة سموه من خلال هذه اللفتة أن التنمية لا تقتصر على المركز ،بل تشمل الشمال كما الجنوب وأن التاريخ ليس عبئا بل رافعة اقتصادية وثقافية إن أحسن استثماره.

الزيارة تحمل أيضا بعدا تنمويا واضحا فهي بمثابة دعوة مفتوحة للمستثمرين في القطاع السياحي وتأكيد على أن الأردن بلد آمن يفتح ذراعيه للعالم ليرى ما ترويه الحجارة عن شعب صامد وجذور ضاربة في التاريخ.

ولي العهد من خلال هذه الإطلالة على الشمال لا يربط الماضي بالمستقبل فحسب، بل يؤسس لرؤية وطنية شاملة تجعل من الثقافة والتاريخ أداة للنهضة لا مجرد زينة على هامش الحداثة.

بهذه الرؤية يعيد سمو ولي العهد بناء الهوية الوطنية من خلال تحفيز الأجيال الجديدة على الاهتمام بإرثها الثقافي والتاريخي لخلق مستقبل مستدام ينبثق من جذور عميقة.

مواضيع قد تعجبك