هذا هو الاردن يا "نـــورا" بحجم بعض الورد، الا انه.. مع الاعتذار من "فيـــروز".. مليء بلصوص المال العام، وبمن يتنكرون لافضاله عليهم، بعد ان اطعمهم من جـــوع، وآمنهم من خــــوف... انهم يا صغيرتي..حفنة مستفيدين من دكان الوطن، نعرفهم جيدا، وكيف وصلوا الى المنصب الحكومي، ونعرف تاريخهم عن ظهر قلب، لكنهم "شطار" في زمن الشقلبة، ومحاربة المخلصين في صميم قوت اطفالهم!..
يا ابنتي.. بالله عليك.. وانت بجلال الطفولة، ترتدين المريول المدرسي الازرق، وتذهبين الى مدرسة صفية ام المؤمنين "الحكومية" في حي المعانية على اطراف القهر والوجع، وليس في "المدارس الانجليزية" مثلا.. بالله عليك.. لا ترددي النشيد الصباحي: موطني.. الجمال والبهاء في رباك.. فالوطن لم يعد جميلا، بوجود المرتزقة واللصوص، الذين اصبحوا يتحكمون بارزاقنا، وقد اصبحنا غرباء في وطن..مثل طفل يتيم، يقف امام "بترينة نوفيتيه"، في ليلة وقفة العيد!...
هؤلاء الوطن في عرفهم.. سيارة مرسيدس بنز فاخرة بنمرة حمراء، وراتب شهري بالالاف الدنانير، وامتيازات على قفا مين يشيل لجماعة الديجاتيل وبعض حليقي الرؤوس ، الذين احكموا قبضتهم على الوظائف العليا والصفقات الكبرى، التي تتم في "نص الليل"..لكنهم والله العظيم يقطعون محبتهم لهذا البلد، اذا انقطع الراتب، ويهجرونه يوم المحن الى بلاد اخرى، وتبقى لهم الحظوة..ولنا الله..والله كريم في جميع الاحوال!..
يا ابنتي.. اتذكر مقولة خالدة، ضعيها نبراسا امامك، في زمن "الشقلبة" هذا وتقول الحكمة: اذا اردت ان تخطىء، فليكن ذلك مع الله، لا مع الحكومة، لأن الله غفور رحيم، لكن الحكومة ليست كذلك !...
[email protected]




