غرسوا فأكلنا ونغرس فيأكلون....
هذا المثل ينطبق على الكثير من أفراد مجتمعنا الأردني والجميع سينبت وسيعيش على ما عاش عليه الآباء والاجداد... فالفقير سيبقى فقيرا إن لم يصبح معدماً والغني سيصبح غنياً بل سيزداد غناً وثراءً ... وكذلك توريث المناصب والمكاسب يبقى مناطاً بأسماء وعائلات معروفة ما دعاني للكتابة عن هذا الموضوع هو المدينة الفاضلة التي ووعدنا بها ( مدينة عمره ) والتي تم البدء بالبنية التحتية لها وحسب الدراسات والإعلان عنها ستكتمل هذه المدينة بحلول عام 2050 م يعني بعد 25 عام ويومها سنحتفل باليوبيل الفضي لإنشاء هذه المدينة ويومها لا ندري إن كانت مكتملة أم أنه لا زالت في بداياتها أو كما نقولها بالعامية ( تيتي تيتي مثل ما رحتي جيتي)... وكذلك لا نعرف من سيشاهد او من سيكون له شرف حضور افتتاحها في ذاك اليوم... فالعمر مضى ويمضي متسارعا ونحن الآن في خريف العمر وأحفادنا لا زالوا صغارا منهم من التحق بالمدارس جديدا ومنهم من لا زال يحبو ومنهم من ولد جديدا... ولا نعلم او ندري ماذا ستقول تلك الأجيال عنا ونحن تحت التراب...
مدينة عمره التي ظهرت لنا وتم البدء بها بعد أن من مرت بمراحل كثيرة ومعقده فتغير مكانها أكثر من مره وتم تحديد مساحتها وحدودها أكثر من مرة وحسب تغيير الحكومات وكل له وجهة نظره او لنقولها بالمفتوح كل حسب مدى مصلحته ومدى الإستفادة منها ..
وعلى كل حال من وقتنا هذا وحتى يتم افتتاحها ومشاهدتها على أرض الواقع يخلق الله ما لا تعلمون وكل هذه الأجيال التي شهدت بداية قيام هذه المدينة ستكون تحت التراب ولا ندري من من الأجيال القادمة سيكون المستفيد ومن سيمجد من أقامها ومن سينتقد كل تفاصيلها....
الأعمار بيد الله لكن قد يكون هناك من جيلنا سيحضر افتتاحها والله أعلم إما أن يكون فاقدا للذاكرة او مصابا بالزهايمر والأفضل له ان يكون في إحدى الحالتين...ويبقى السؤال الذي يدور في خلدي هو ما هي البنية التحتية للمدينة التي تم البدء بها
