للاعياد معنى الاحتفاء ، والبهجة ، وصفاء النفس ، والايثار ، والتواد ، ولحظات الفرح ، التي يعيشها الانسان ، بكل ما أوتي من رغبة في الحياة ، واسعاد المحيطين به . وفي اعيادهم الوطنية ، يضيف الاردنيون الى هذه المعاني ، شعورا بالرضا عن انجازات ملموسة تحققت، وطموحات بلا حدود ، لتحقيق مالم يتحقق بعد . فالاعياد في ذهن جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه ، والشعب الاردني الكريم الأبي ، محطات تفكير وتأمل ، بين انجاز وآخر .
و في عيد ميلاد جلالته تتحول الرؤية الى فضاء شاسع يحيط بعوالم من الفعل المحكوم بفكرة التحسين الدائم للحياة في المملكة والاقليم والكوكب ليعيش الانسان انسانيته كاملة دون نقصان . فالانسان في تفكير الملك الانسان قيمة كبرى تستحق ان تسخر الجهود والامكانيات لاعلائها .
وفي حركة جلالته الدائمة لاعلاء هذه القيمة ابداع في التفكير والتدبير يثير غبطة الاصدقاء والاشقاء والخيرين في مختلف انحاء المعمورة . فهناك قدرة بالغة على التقاط الحاجات الانسانية ، وسرعة العمل على تلبيتها ، وتذليل العقبات للوصول الى الاهداف ، وتحقيق الغايات النبيلة ، والتخطيط للمستقبل الافضل .
وهذه السمات والخصال الحميدة ليست غريبة على عميد آل البيت ، فهي هاشمية بامتياز ، تتوارثها سلالة المجد الطاهرة كابرا عن كابر ، ومعالمها واضحة جلية في كل نطق وفعل يقوم به جلالته . ففي الوطن الاردني الكبير بملكه واهله ورشة عمل دائمة عنوانها التنمية الشاملة للتعليم والصحة وتحسين الاوضاع المعيشية .
وجهود جلالته لاحلال السلام والامن والاستقرار تتجاوز منطقتنا الى اماكن بعيدة بمقاييس الجغرافيا ، فالحس الانساني ، والشعور بالمسؤولية لا يكفيان وحدهما ، لايجاد حلول عادلة للقضايا المستعصية ، والحد من الحروب التي تقض مضاجع البشرية ، واغاثة المنكوبين بالكوارث .
ترجم جلالته حسه الانساني الرفيع ، بالعمل الدؤوب ، تلك الشجرة الوارفة التي ينتفع بظلالها وثمارها كل محتاج ومنكوب في هذا العالم ... لذلك لم يكن مستغربا ان يجد الاردني شركاء له في الاحتفال بعيد ميلاد جلالة الملك اينما حل . وفي هذه المناسبة العزيزة على القلوب ، لا يسعنا الا ان نرفع الى مقام جلالته والشعب الاردني الابي العزيز احر التهاني والتبريكات ، راجين من العلي القدير ان يديم الاردن واحة خير، لتستظل بعطائه الامتين العربية والاسلامية .
*سفير دولة الكويت لدى المملكة الاردنية الهاشمية
