*
الثلاثاء: 30 ديسمبر 2025
  • 15 نيسان 2012
  • 11:15
بسكليت
الكاتب: اسامة العبادي
بسكليت
كثيرة جدا محطات " الهبل والطيش " في حياتي , تلك التي عندما أجلس لأتذكرها أعيش حالات ممزوجة بالضحك والتندر ولوم الذات ( أحيانا ) على تلك الهبات من الهبل التي كانت تجتاحني بين الفترة والأخرى .. إليكم واحدة من تلك المحطات : على الأغلب كنت حينها في الصف السابع أو الثامن , أتربص لأبي حتى يوصله الحر والشوب إلى ضرورة أخذ غفوة هربا من الغليان , فاستغل الفرصة لأطفأ غليانا أيضا في داخلي لا يطفأه سوى الجلوس وراء الستيرنج وممارسة " محاكاة " داخل السيارة لما يقوم به السائقون ورغم أن درجة الحرارة خارج السيارة 40 وداخلها 66 إلا أنني مصمم على سواقة السيارة " مع أن المفتاح بجيبة أبي " فأحرك القير وألف الستيرنج حتى " يدقر" وأتخيل الرجوع على الموري والعرق يتصبب مني ولكن كله يهون في سبيل تعلم السواقة التي كنت مستعدا لبحش البستان كل يوم في سبيل " دقة سيلف " واحدة فقط تهدي قلبي, ومما زاد الطين بلة ذلك اليوم الذي ذهبت فيه للترخيص لللحصول على رخصة ؛ الناس تعيد النظري ثلاثين مرة والعملي ثلاثة وثلاثين مع فاصل زمني بين الفحصين عدة أشهر غير أن حظي كان مختلف قليلا نجحت في النظري كون النموذج محلول ممن قبلي وباستدرار عطف المسؤول نجحت في الحصول على موعد في نفس اليوم للفحص العملي ولتسرع الأمور أكثر نحو الرخصة وقفت قبل التقاطع في نادي السيارات الملكي فقال لي الظابط " خلص إمشي بلا كذب .. ناجح بس لا تقول إنك طلعت معي " !! أما الأن فالوضع مختلف كثيرا وخصوصا يوم السبت , أعرض على أخي الصغير " أنس " دينار أو إثنين في سبيل الذهاب لإحضار أغراض البيت ليريحني من السواقة وتعبها وقلقها وأتمنى الأن أيضا لو أن ذلك الضابط " طلع عيني " قبل أن يجيزني !! قد ترون أن الموضوع فيه شيء من المبالغة , لكن سنذهب سويا إلى " يوم السبت " كمثال على ما أقول ؛ أولا وضعياتنا أثناء السواقة غريبة .. أحدهم يسوق ومايل على اليسار وثلاث أرباع جسمه خارج الشباك ؛ عفوا ما الفكرة في ذلك أو مائل إلى اليمين وكأن هناك " مركاة " على يمينه أو يسوق سيارة اوتوماتيك ومظهرا من الشباك ركبته اليسرى دلالة على إحترافه , ثانيا تأتيك سيدة أهم ما يميزها تلك النظارة السوداء الكبيرة جدا على عيونها والموبايل " المدحوش " بين وجهها واشارها , أكثر ما يضحكك في سواقتها أنها تفترض سلفا معرفتك للوجهة التي تود هي الذهاب إليها وتلومك إن لم تعرف أنت ذلك لا بل وتؤنبك .. فالغماز عندها إكسسوار والبريك المفاجيء دون سبب أو لاكتشاف مصف لسيارتها هو شيء تتحمل أنت ذنبه وليس هي , السرافيس والباصات تعتقد أن لها الحق بالوقوف في أي لحظة تراها مناسبة لانتشال راكب من الطريق , أما عن الأخلاق في السواقة فحدث ولا حرج ؛ تسمح لأحد الخارجين من دخلة فرعية بالولوج للشارع الرئيسي فينظر إليك من فوق لتحت بدلا من أن يشكرك هو يرى أن ما قمت به واجب عليك يجب أن تؤديه لفخامته , ومن ثم يأتيك شاب " حنون " يسير بسرعة 80 والسيارات التي وراءه بنفس السرعة فيذهلك بوقوف مفاجيء قد يفغص رتلا من السيارات في سبيل تقطيع أحد " المزز " للشارع وعاليوم إنها تعبره فيواسي نفسه بأنها الشهامة !! .. كثيرة جدا تلك المشاهد المستفزة التي أراها في الشارع والتي تجعلني أكره " سيجفريد ماركوس " مخترع السيارة واختراعه الذي أخرج لنا فيه السيارات !! لو لم تكن كلمة صيني تهمة في بلادنا كان ريحت راسي وأصبحت من جماعة " البسكليت " !!

مواضيع قد تعجبك