*
الاربعاء: 31 ديسمبر 2025
  • 30 ديسمبر 2025
  • 14:30
مجالات التفاعل الحضاريالمجال البيئي
الكاتب: ا.د فكري الدويري

التلوث البيئي بصوره المتعددة والمختلفة ، مشكلة تهدد العالم بأسره ، فهي لا تعرف الحدود والحواجز ، وتهدد الإنسان ومنزله الذي يعيش فيه -الكرة الأرضية- وهي لاتفرق بين إنسان وآخر ، ويمتد خطرها ليطال الأجيال القادمة .

وتكمن هذه المشكلة في تحدي الإنسان بغض النظر عن معتقده وانتمائه ببروز مجموعة من القضايا والمشكلات العالمية الجديدة والمعقدة والتي تتطلب استجابات دولية وجماعية ، وليست استجابات فردية ، وعلى صعيد كل دولة ... وتأتي في مقدمة هذه القضايا البيئة والتلوث البيئي والتدهور البيئي المستمر وبروز مجموعة من المشكلات البيئية المعاصرة ...تهدد البشرية في بقائها على الكرة الأرضية.

لذلك فالبشرية بحاجة ماسة لأن يكون بينها حوار في مجال التعاون العالمي لمواجهة هذه المشكلة وأخطارها المتداخلة التي تتجاوز الحكومات الوطنية ، والحدود الجغرافية، والحفاظ على ناموس هذا الكون ،وقوانين هذه الطبيعة ،ومنع العبث الذي تلحقه بالإنسان والإضرار به .

فالمشكلة البيئية سببها خروج الإنسان عن جادة الصواب في علاقته بالبيئة وسوء تعامله معها ، إما بتدميره المباشر وإما بتقاعسه عن الضرب على أيدي الجناة والعابثين، لذلك يقع على عاتق نفسه إعادة التوازن وإنقاذ البيئة مما وصلت إليه من التدهور والتخريب.

ونتيجة للضغوط التي تشكلها هذه المشكلة على العالم ، فقد عقدت المؤتمرات والندوات لمواجهتها ، إلا أن المشكلة ما زالت قائمة نتيجة غياب الحس التربوي والأخلاقي عن فلسفة المواجهة والمعالجة لهذه التحديات والأخطار البيئة ويفهم من قوله تعالى : [ ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون ] أن التوجيهات الربانية في تعامل الإنسان مع البيئة يجب أن تتجه نحو الآتي:

أولا: المحافظة على البيئة ومنع الإضرار بعناصرها ، وهذا يدخل في مبدأ درء المفاسد .

ثانيا : إعادة التوازن البيئي من خلال إيجاد حلول للمشكلات البيئية الحالية والحيلولة دون حدوث مشكلات بيئية جديدة ، وضمان تحقيق تنمية مستديمة وسليمة بيئيا . وهذا يدخل في مبدأ جلب المصالح .

فالتفاعل الحضاري في مجال المحافظة على البيئة ومواجهة مشكلاتها ضرورة ملحة تستدعي من الجميع أن يتحمل مسؤوليته في الحفاظ بيئته ، والحرص على مبادرات عالمية مبنية على الشراكة في مواجهة تحديات البيئة والحد من تدهورها وأضرارها .

ا.د فكري الدويري عميد كلية العلوم التربوية في جامعة إربد الأهلية

مواضيع قد تعجبك