*
الاربعاء: 31 ديسمبر 2025
  • 01 تموز 2021
  • 18:45
الكلمة مسؤولية الكلمة أمانة
الكاتب: مازن البلتاجي
الكلمة مسؤولية الكلمة أمانة

خبرني - أصحاب الكلمة يعرفون معناها وقيمتها كما يعرفون ان هناك رابط بين الكلمة وبين ناطقها وكيف لها أن ترفع من قدر صاحبها أو أن تأخذه إلى القاع. 


فالكلمة مقياس وميزان لقائلها فيجب أن لا نستهين بالكلمة؟ فإن كانت لمجرد الكلام فقدت معناها وضاع بريقها وإن كانت موزونة فهي الكلمة الراسخة، فبكلمة يلتئم جرح، وبها في غير مقامها تفتح جروح، كلمة تجمع وكلمة تفرق، كلمة تصيب وكلمة تحدث ضجيجاً. 


"فمن كثر كلامه كثر سقطه، ومن كثر سقطه قل حياؤه، ومن قل حياؤه قل ورعه، ومن قل ورعه مات قلبه". 


 القضايا مهما كبرت أو صغرت هنالك من هم أهل للكلمة، ومن الخطأ أن يخوض في الكلام غير أهله وهذا ليس فيه حدٌ من حرية التعبير فكما أنه من حقك أن تعبر فإنه من واجبك التزام حدود التعبير. 


 فالمشهد يبدو وكأنه عمل درامي يريد البعض احتكار دور بطولته متجاهلين أدوار الآخرين في العمل ليتجاوزوا دور الأبطال الحقيقيين.
 
"كبرت كلمة تخرج من أفواههم"


للكلمةِ وأثرِها ذكر في الكتب السماوية، يعكس وزنها وحساسيتها "ولا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا" 
أوليس هناك محاذير ألم يعد هناك خطوطا أو سقوفاً، كيف يجيز البعض لنفسه الحق في الخوض بالكلمة دون إهتمام لمآلات خوضه أو إدراك لخطورته فيما هو من شأنهم إلا أنه ليس من شأنهم، ليصبح حديث الساعة إلا أنه من غير أهله وفي غير محله. 


 "فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُواْ فِى حَدِيثٍ غَيْرِهِۦ ۚ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ ٱلشَّيْطَٰنُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ ٱلذِّكْرَىٰ مَعَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّٰلِمِينَ"
 صدق الله العظيم 


مشهد من سيرة الصحابة رضوان الله عليهم يوجز معنى الكلمة لمن لا يدري معناها، خطه الكاتب عبد الرحمن الشرقاوي في أحد أعماله الرائعة يتحدث عن طلب حاكم المدينة المنورة لسيدنا الحسين رضي الله عنه وأرضاه مبايعة يزيد بن عبد الملك بن مروان -هذا المشهد قدمه الفنان الراحل عبد الله غيث وقام بتقديمه أيضا الفنان الراحل محمود ياسين -بما يمتاز كل منهما من صوت-
حيث قال حاكم المدينة المنورة للحسين: فلتقل بايعت.. واذهب بسلام لجموع الفقراء.. فلتقلها واذهب يا سبط رسول الله حقناً للدماء.. فلتقلها فما أيسرها، إن هي إلا كلمة... 


فرد عليه الحسين: كبرت كلمة.. وهل البيعة إلا كلمة.. ما دين المرء سوى كلمة.. ما شرف الرجل سوى كلمة.. ما شرف الله سوى كلمة..
أتعرف ما معنى الكلمة؟


مفتاح الجنة فى كلمة… دخول النار على كلمة.. وقضاء الله هو كلمة.. الكلمة نور.. وبعض الكلمات قبور.. وبعض الكلمات قلاع شامخة يعتصم بها النبل البشري .. الكلمة فرقان بين نبي وبغي .. بالكلمة تنكشف الغمة.. الكلمة نور.. ودليل تتبعه الأمة.. 


عيسى ماكان سوى كلمة.. أضاء الدنيا بالكلمات وعلمها للصيادين فساروا يهدون العالم.. الكلمة زلزلت الظالم.. الكلمة حصن الحرية.. إن الكلمة مسئولية.. إن الرجل هو الكلمة.. شرف الله هو الكلمة.


قد يكون الكلام من فضة ويفوقه ذَهَبُ الصمت فمن تكلم فليقل خيراً أو ليصمت.

مواضيع قد تعجبك