بدأت التحضيرات للانتخابات البلدية وتدرك السيدات الراغبات بخوض الانتخابات البلدية حجم التحدي الذي سيواجهنه في حملتهن نحو هذا الموقع المهم بدءا من اعداد البرنامج الانتخابي الملبّي القادر أن يتحدث بلغة تشاركية بعيدة عن الشعارات والدعاية ويهدف إلى أن يخدم المجتمع ويخدم المواطن مع امكانية التطبيق، ومن ثم يأتي التحدي الحقيقي في العمل عندما تتبوأ المرأة عضوية المجلس البلدي وبذل الجهود للإيفاء باحتياجات المواطنين وحمل قضايا المرأة والتأثير في صنع القرار، وتعرف السيدات اللواتي خبرن عضوية المجالس البلدية أن الوصول للمجلس ليس كافيا ً لإحداث التغيير، فلا بد من الإصرار ولا بد من المتانة النفسية المضادة لمحاولات الإقصاء التي نعرف جيدا أن المرأة كثيرا ما تتعرض لها داخل بعض المجالس البلدية ضمن تحالفات لتهميش دورها، ولإثبات جدارتها فلا بد أن تركز عضوات المجالس البلدية حال فوزهن على العمل النوعي وتطوير المهارات والاتجاهات والمعارف وتعزيز العلاقة مع الإعلام ومع المجتمع المحلي، وتبرز كذلك أهمية الاطلاع على تجارب مثيلاتهن من عضوات المجالس المحلية في البلاد العربية.
من خلال عملي مع سيدات المجالس البلدية عن قرب، أؤكد أن خدمة المرأة في المجلس البلدي لم تقتصر على خدمة نظيرتها المرأة وإنما امتدت إلى خدمة المجتمع المحلي بكافة مكوناته.
وأجزم بوجود كثير من العضوات النشيطات في المحافظات اللواتي قدمن خدمات كبيرة ونوعية لمجتمعاتهن المحلية، وكثيرات لم يكن هدفهن الجلوس وراء كرسي بقدر ماآثرن العمل الميداني ونافسن الرجل وبذلن ضعف الجهد وحققن لمجتمعهن مكتسبات أكبر من نظرائهم الرجال وكان لهن بصمة مميزة في محاربة الترهل الإداري وتوسيع دور المرأة والشباب في مجال الخدمة العامة والتخفيف من أثر الفقر والبطالة وخلق المشاريع الانتاجية في البيئة المحلية.
تعزيز ثقة القاعدة الشعبية بالمرأة ودعم الكفوءات لعضوية المجلس البلدي وتبني الاجراءات الداعمة لذلك بعيدا عن العشائرية كركيزة أساسية للعملية الانتخابية أمر مهم جدا، ونأمل أن تتبوأ النساء أكثر من الحد الأدني من المقاعد المخصصة لهن وهي 30 %، وان نرى أكثر من رئيسة بلدية تفرزها قناعة الناس بكفاءة المرأة، خاصة أن النساء لديهن الحس التشاركي والقناعة بالعمل يدا بيد مع الرجل، وهن الأقدر على تحريك الساكن لكثير من القضايا التي تخص النساء على وجه التحديد والمؤهلات على حمل أفكار بنات جنسهن وعرض مشكلاتهن في سبيل تحقيق العدالة الانسانية والمجتمعية. طريق المرأة إلى واجهة الحكم المحلي ليس طريقاً سهلاً، مع ذلك فإننا على يقين أن المرأة ستسلكه مستقبلاً بالتنافس دون الحاجة إلى الكوتا.
