مثلٌ يُساق في حق من ضيّعَ أوقات الفراغ والرخاء مسوِّفاً لمستقبل لن يأتِ أبدً، فاته وقت الاستعداد في الصيف فلم يصلح شقوق بيته الداخلية منها والخارجيّة، ولم يدخر طعام الشتاء الطويل لمن يعولهم، ولم يستثمر في محيطه الحيوي - المكان والانسان- سيقال له بتهكّم يوم يفوت الفوت ولا ينفع الصوت ( الصيف ضيعت اللبن).
وهنا يصلح القول انطلاقا من تجربة حرب غزة ، يلزم أن تستثار الطاقات الشبابية وتستدعى حكمة الشيوخ للعمل وفق خارطة طريق مستنيرة مستدامة مستلهمة الدروس من التجارب لتجنيب البلاد خطر منتظر.
ومن لم ياخذ العبرة من غيره سيكون هو العبرة، اننا أمام عدوٍ لا يعرف ايا من معاني الشرف في الخصام، ويؤمن ايماناً مطلقا بسحق غيره متقربا الى ربه - حسب تصور توراتي بغيض- بفعله الاجرامي،
عدوٍ لا عهد له مع الله عبر التاريخ ولن يراعي عهودا ابرمت مع عباد الله ولو شهد عليها الكون كله.
فتصحيح العقيدة القتالية للجيل الشاب صار بحكم الواجب الذي لايقبل التأخير، والاستعداد المستدام لكل مكونات المجتمع أمر ضروري.
واقترح عدة برامج للاستعداد من أهمها؛ ما يتصل بتجهيز البنية التحتية ومنها : تدريب الشباب وربات البيوت على مهارات الاسعاف الاولي فقد شهدنا في حرب غزة اهمية المدد الطبي وضرورة توافر الكوادر في كل الاختصاصات.
ويلزم على صاخب الامر توجية البلديات لاصلاح وتجهيز الملاجىء الطبيعية ( الُمغر) وحفر الابار بجانبها او فيها. ومن الضروري ايضاً اعداد برامج مستدامه لطلبة المدارس والجامعات تختص بالاخلاء وتقسيم الادوار استعداداً لساعة الصفر.
اما ما يختص بتجهيز البناء الانساني فارجاع برامج ( التحنيد الاجباري) و (الجيش الشعبي) وتعميم برامج اللياقة البدنية الشبابية المستدامة امر بغاية الاهمية فهذا الانر لم يعد رفاهاً بل صار بحكم الضرورة.
كما أن اطلاق برامج سياسية حقوقي يهتم باعداد جيل متمرس في السياسة الدوليه ومفاصل حقوق الانسان والاعلام القادر على الوصول لكل الجغرافيا الارضية وبكل اللغات أمر أثبت فعاليته في حزب غزة بل كان له الاثر الاكبر في الانتصار والتحشيد العالمي الذي لم يُسبق.
هذا غيض من فيض وبضاعة المُقل وأصحاب القرار هم أكثر دراية وخبرة في تحصين البلاد وحفظ المجتمع.
العدو لا يفهم الا لغة القوه ولا يسمع الا قرقعة السلاح، فلنحم البلاد ونحمي العباد باستعداد مسبق حتى لا يقال لنا ( الصيف ضيعت اللبن)
حمى الله الاردن قيادة وشعبا وضيوفا. وحفظ الله البلاد العربية من كل شرٍ وسوء ورد الله كيد الظالمين الى نحورهم.




