قبل خمس سنوات وجه جلاله الملك عبدالله الثاني كلمه الى شعبه لا بل الى أهله وعشيرته شرح خلالها وضع و موقف الأردن من الاحداث التي عصفت بالوطن العربي ما عرف حينها الربيع العربي وقدره الأردن على استكمال مسيرته لأن أسس قيام لدوله الاردنية مختلفة تماما عن الدول الأخرى ولخص جلالته الموضوع برمته (أرفع رأسك أنت أردني) الغالبية العظمى من الشعب الأردني عرفت معنى هذه العبارة لأنها نهج وأسلوب حياة كل أردني حر غيور منتمي لوطنه أما القلة القليلة التي شككت بمعنى وجدوى هذه العبارة أعتقد جازما أنها اليوم وفي هذا الظرف عاشت وعايشت كيف يرفع الأردني رأسه واقعا لا كلاما و كيف ان الأردن اكمل مشوار البناء والتطوير المخطط له في تلك الفترة و كان محجا و ملاذا وحضنا دافئا لكل خائف و ملهوف و محتاج كما هو الأردن دوما وسوف نذكر موقفين انفرد الأردن بهما عن بقية دول العالم :-
الاول : زياره جلاله الملك الى العراق العام الماضي بتاريخ 14/1/2019 والتي اعتقد انها لم تأخذ حقها سواء من الاعلام المحلي أو الخارجي و التي جاءت بعد أسبوعين من زياره الرئيس الأمريكي ترامب الى القاعدة العسكرية الامريكية في العراق و التي تمت بسريه تامه.
ألاعلان العلني للزيارة الملكية قيل موعدها بيومين لم يقم به أي رئيس دوله لتؤكد ان العراق أنتصرعلى الإرهاب وان الدولة بسطت سيطرتها على كامل أراضيها . صحيح انه تم توقيع اتفاقيات في جميع المجلات و التي يمكن ان تتم على مستويات معينه دون زياره جلاله الملك لكن الامر مختلف تماما اذ أراد جلالته ان يدشن خط العراق مع العالم بشجاعة شخصيه من خلال الهبوط في مطار بغداد وأن يخترق موكبه بالسيارة شوارع بغداد بكل ما يعني ذلك من شجاعة .
الثاني: وباء كورونا , اذ مرت على العالم اجمع أربعه شهور لم يعرف مثلها منذ قرن صحيح أنه قامت الحرب العالمية ( الأولى والثانية) و حروب بين دولتين او اكثر لكن النتائج لم تكن على مستوى العالم أجمع لأن الدول النامية و الفقيرة لم تكن مرتبطة مع بقيه دول العالم من الناحية الاقتصادية والاجتماعية و التكنولوجية و المالية كما هو الان بل تعتمد أقتصاد الاكتفاء الذاتي .
اليوم الحرب بين طرف واحد (كورونا) يحارب العالم ليس لأسباب توسعية او اقتصادية أو دينيه أو عرقيه يستبيح المجال الجوي و المياه الإقليمية و سيادة الدول دون ان يكلفه ذلك دولار واحد او يطلق رصاصه واحدة في المقابل دول كبرى انكشف نظامها المالي و الصحي و الاجتماعي و الاقتصادي و عرفت ان المبالغ الضخمة التي انفقتها على ترسانتها العسكرية لا قيمه لها . وأن الزعماء الذين كانوا يتعاملوا مع الدول بعنجهية وإصدار الأوامر عاجزين عن توفير ادنى درجات الرعاية الصحية ويحددون سقف اعلى لعدد الوفيات لن يتم تجاوزه معيار للأنجاز .
مره أخرى ينفرد الأردن من بين جميع الدول في التعاطي مع هذا الوباء من خلال تحديد مدى خطورة و حجم هذا الوباء وان المواطن الأردني ليس مجرد رقم بل هو بحجم الوطن .
اليوم الأردن اقترب و الحمد الله من الانتصار على هذا الوباء لتأتي المرحلة الأخرى وهي اعاده الروح الى القطاعات التي تأثرت سلبا وبدرجات متفاوتة وأن قيام أشقاء عرب يقيمون على أرض الأردن بالتبرع لصالح الصناديق التي خصصت لغايه مواجهة هذا الوباء وشكرهم الخاص للجيش نقول لهم لهذا سمي الجيش العربي .
أن الأردن اليوم يعيش المستقبل حاضرا لأن الدول لا تستطيع ان تعرف نفسها وحقيقتها الا من خلال ممارسه التحدي و بمقدار ما يكون التحدي كبيرا بمقدار ما يكون اكتشافها لقدرتها كبيرا .
لقد استطاعت القيادة الأردنية رفع ارادتها فوق مستوى امانيها لان التمني بلا أراده هو العيش في السراب وأذا كنا في الماضي كسبنا تعاطف العالم فأننا اليوم كسبنا احترام وتقدير العالم ولأن الأردني يفضل احترام العالم على تعاطفه نقول له ارفع راسك انت اردني.




