*
الثلاثاء: 30 ديسمبر 2025
  • 22 أيلول 2011
  • 09:44
أمهات وأمهات
الكاتب:
أمهات وأمهات
ترى.. ايهن حياتها، اكثر رغداً، واقل عنتاً، وابعد عن التعقيد.. واقرب الى البساطة واليسر، أمهات الامس.. اللاتي اصبحن جدات.. ام امهات اليوم.. فالامهات الجدات عشن حياة اقتصر فضاؤها على الواجبات التي حددها دورهن لتكون الواحدة منهن «ربة اسرة» و«زوجة رجل»، واجباتها واضحة «المهمة المقدسة انجاب الاولاد» ورعاية ما كونته من اسرة، تبحث عن كل ما هو وسيلة «لاسعادها». اما الأمهات الحديثات اللاتي انتجتهن الحداثة والتطور فاتسع فضاء حياتهن ليتجاوز اهداف «ربة الاسرة» لتصير «ربة عمل» وتضيف الى دور «الزوجة والام» دوراً استدعى الخروج من المنزل والسبب كما يكررن للمساهمة في بناء المجتمع. * أمهات الأمس: توقفن خلف جدران المنزل كي يكون «مملكتهن» وليكون حراك الحياة محكوما لقوانين هذه المملكة التي تتمحور حول الهدف المتوارث من دور المرأة الاول الاساسي «الانجاب»، ومن ثم رعاية هذا «الانجاب» ليكون ركنا من اركان الاسرة، التي على عاتق المرأة يقع امر رعايتها لتكون حلقة جديدة تنتج اسراً جديدة يكون فيها الرجل «السيد» رب الاسرة، وتكون المرأة فيها «ربـة المنزل».. وكفى وهكذا تمضي الايام ومعا الليالي دون ان تحيد هؤلاء الأمهات عن هذا الهدف، او تسعى لما وراءه، والى ان تكتمل دائرة السنين، تستنزفها رعاية قريبة مباشرة الزوج والابناء واخرى بعيدة غير مباشرة للجيل الثاني من الاحفاد، او الجلوس بانتظار انغلاق هذه الدائرة حين تنتهي ايام العمر التي اتسمت براحة وطمأنينة وسعادة. * أمهات اليوم : هؤلاء.. اخترقن جدران المنزل، لم يكتفين بوظيفة «ربة منزل» فهذه الوظيفة لم تستقطب كامل زخم الحياة، فكانت «ربة عمل» وظيفة جديدة ترسم دورا آخر جديداً لم يكن قائما عند الأمهات الجدات، هنا تشابكت الادوار، وتداخلت المهمات واختلفت الحسابات وصار الانجاز انما يتحقق هنا على حساب عدم نجاح هناك وتاهت على امتداد الطريق بين «واجبات الاسرة» واستحقاقات العمل: تاهت اقدام عن المسيرة، سقطت انماط علاقات حياة وولدت انماط اخرى جديدة. في التقييم الحيادي الشفاف بين حياتي الأمهات الجدات والأمهات الحديثات، تأتي النتيجة لصالح أمهات الجدات فقد تراجع دور الانجاب عند الأمهات الحديثات، واختل دور رعاية الاسرة، وتساقطت على الطريق اليومي بين مقر العمل وبين بيت الاسرة واجبات انعكس غيابها سلباً على بنية الاسرة كلها. لكن.. هذه النتيجة لم تكن قاعدة ثابتة، لا تخترقها وقائع، قامت على نجاحات حققتها أمهات، حين ابدعن في انجاز واجبات «الادارتين».. ادارة الاسرة كربتها وادارة العمل الذي كان استحقاقا اوجبته قيم المواطنة والمساواة ومبادئ حقوق الانسان والتطلع الى دور فاعل في بناء المجتمع يتكافأ مع ما يقوم به الرجل الذي لم يكن بمقدوره القيام بمهام اسرية لا تقدر عليها الا المرأة. بقي سؤال البداية معلقاً: ايهن من اولئك الأمهات..  جاءت حياتها اكثر رغداً واقل عنتا لنضيف هنا اعظم انتاجا في هذه الحياة تلك التي تشبثت بجدران البيت لتكون «ربة منزل» ام هذه التي اخترقت هذه الجدران وخرجت الى فضاء العمل فكان ذلك على « حساب « ؟! حتماً.. كل ام سوف تنحاز الى ما هي عليه الان. البحث عن الحقيقة يستدعي اكثر من مجرد سؤال مفتوح ! [email protected]      

مواضيع قد تعجبك