*
الاربعاء: 31 ديسمبر 2025
  • 12 أكتوبر 2022
  • 22:15
أمراء وفقراء
الكاتب: المحامي عبد الكريم الكيلاني
أمراء وفقراء

ربما يخفى على الكثيرين ، مواقف واحاديث  في مجالس خاصة  ، عن نمط حياة وسلوك العائلة الملكية.
 
ورايت  من الضروري ان اوثق  هذه المواقف ، من ارشيف شهادات حية 
لم تكن  للنشر ، لانها  تعبر عن مشاعر حميمة لسلوكيات عفوية لم يقصد منها البهرجة الاعلامية، ولكنها تترك الاثر العميق لكل الذين اقتربوا من  افراد العائلة المالكة واطلعوا على نمط حياتهم التي يعيشون يميلون  الى التبسط و البسطاء  في اسلوبهم وطريقة
تعبيرهم.

ما اغراني بهذا الحديث مقالة تقارن بين العائلة الملكية الاردنية 
و البريطانية و العلاقات التاريخية 
والاسرية الوثيقة  .
لكنه قياس مع فارق كبير ، لان العائلة المالكة الهاشمية ، لم تصنع طبقة الارستقراط ، او العرق النبيل ،فالاردنيون على اختلاف فئاتهم يذكرون بفخر لقاءاتهم مع افراد من العائلة لم يفصل بين المواطن الأمير  اي بين .
وهذه جملة من المواقف الاثيرة الى نفسي من واقع شهادات حية ، احببت ان اشارك القراء فيها .

حضرت اميرة هاشمية مجلسا لتعليم القرآن الكريم ، وتفسيره ،
تحضره مجموعة من نساء حي عماني بسيط .

بعد اللقاء قامت احدى السيدات ،
بتوزيع بطاقات لبازار خيري ثمن البطاقة ١٠ دنانير ،  اشترت  بعضهن  ما وزع عليهن  واعتذرت  اخريات لكن سمو الاميرة   وضعت البطاقة   في جيبها، دون ان تدفع ثمنها.

فاعتقدن ، ان الاميرة لم تلحظ ان البطاقة بمقابل.

وغادرت الاميرة المجلس القرآني بامتنان ، ثم عاد مرافقها بعد برهة وجيزة من الوقت ، معتذرا عن سمو الاميرة ،وانها مرت علي بيت اخت 
لها مجاور ، لتامين المبلغ وطلبت شراء مجموعة اخرى كونها لم تحمل في جيبها او في حقيبتها الا مسبحة من خشب الزيتون تعينها على مداومة الذكر ، وأُخبرت  سيدة البيت الا تعلم احدا بذلك حتى تبقى صدقة خفية وهي احب الاعمال الى الله.

حين سئل سمو الامير علي بن الحسين من مقابله ، ريكاردو كرم،
عن مقر اقامته متسائلا عن حياته في قصر ملكي ، اجابه الامير بموضوعية نحن لا نعيش قصورا ، نحن نعيش في بيوت ، و في لقاء آخر مع الاعلامية علا الفارس اصطحبها الى حديقة البيت واذا بها 
حقل صغير فيه برج طيني لطيور الحمام ، وقفص للدواجن والديكة ، تحيط بها اشجار الزيتون و دوالي العنب .

لقد ذكر الراحل الكبير الحسين غير مرة عن بساطة العيش الملكي ، وعن امنيته في اقتناء دراجة هوائية اضطرت الملكة زين الشرف ، ان تبيع قيراطا لها ، لتحقق امنية ولدها البكر .

كما ترد الشواهد العديدة في كتب المذكرات عن  الملك الشهيد المؤسس عبد الله الاول الذي كان يقترض من تجار في عمان ،وكان يشتري الحلويات في مناسبات المولد والاعياد ليوزعها على اطفال البلدة وتسجل على دفتر الدين وتسدد حين ميسرة.

ما ذكرته غيض من فيض يذكره عامة من الناس ، و هم يفاخرون ان جيوب الامراء لا تختلف كثيرا عن جيوب الفقراء ، الا ان لهم يداً ندية
ما عرفت قول لا.
وهم انسال الآل ، وقال الفرزدق في وصف السيد الشريف الملقب بالسجاد،زين العابدين علي بن الحسين :
ما قال لا قط الا تشهده
لولا التشهد كانت لاؤه نعم

مواضيع قد تعجبك