لا أفتَأُ أذكرك، لا أذكر أن قد مرَّ وهجُ صيفٍ حارٍّ ولا بردُ شتاءٍ قارص ولمْ تحضريه، لقد عشتِ فينا أكثر مما عشنا نحن، والحبُّ يا أمي يصنف الى أقسام وفيــــــكِ يندمج.
أمّا بعد:
والله يا أمي ما سكن الخيال إلَّا طيفكِ، لقد مرت السنين وكأنها لحظات، فاذا ما رفّت العين لا تجد إلّاك حاضرةً، لقد ربيتنا عشرين عاما وكنا الأطفال السذَج، ذوو الحاجاتِ التي لا تفنى، وما ان غفت عيناك حتى انسدلت الستائر فما عاد المكان ولا الزمان نفسه.
لا اخفيك ايتها الغالية بأنه ينقص الفرح أنت وينقص الجمال أنت وتنقص الحياة انت، ما اعتدت على الحزن أبدا ولكن لم اعتد على أن اشارك افراح لست تخطينها انت فيظنها البعض انها من صنع ايديهم وهي ما كانت الا بفضل من الله وبفضلك انت وان كنت قد فارقت منزلنا في أول مشواري الجامعي؛ فأنني لا انسى الأم التي لا تكل ولا تمل والتي صنعت نجاح لم تلمسه بيديها بل خطته على يداي وأيدي اخوتي.
اعلمي أمي أننا ما زلنا على الوعد وأن هذه الست سنوات كانت علينا بردا وسلاما وإنّنا وكما عهدتنا انت ووالدي الغالي فأننا على الطريق سائرون .
يا رب ارحمهما كما ربياني صغيرا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
د لبنى المرموري أبو رمان
الى الأم الفاضلة أم خالد المتوفاه 25/ 10/2011 على عمر ناهز ال 48 عاما
والدة د. زينب ، د.لبنى، م.حنان و خالد
دمت في جنة عرضها السماوات والارض.




