*
الثلاثاء: 30 ديسمبر 2025
  • 29 تموز 2012
  • 11:12
quot البلاجكة quot
الكاتب: سهير جرادات
quot البلاجكة quot
تعصف ب" البلاجكة " أزمة الهوية ، والتي شكلت حالة من الإحتقان السياسي بين العنصرين اللذين يتكون منه المجتمع البلجيكي وهما :"الفلامان" وهم يتحدثون اللغة الهولندية، ويعيشون في الشمالي البلجيكي،والثاني هم "الوالون "،الذين يعيشون في الجنوب ويتكلم أفراده الفرنسية ،وهم الفرانكفونيون . ورغم ان البلجيكيين الفرنكفونيين يشكلون فقط أربعين في المائة من المجموع الكلي للسكان ، إلا انه ظهرعمق التنافر واتساع الهوة بينهم وبين" الفلامان " الذين يشكلون أغلبية سكان تلك المملكة التي يعيش في كنفها "البلاجكة" . عانت وتعاني تلك الدولة الصغيرة " البلجيكية " المسالمة من جيرانها المزعجين الذين لطالما تسببوا في الإساءة اليها ، ولشعبها الذي تشكل بعد أن أمتزجت الأعراق " المتنافسة " في شعب واحد تقاسم الإنتماء إلى مملكتة ، ويتنازعون على حبها وحب مليكهم ، رغم ما عرف عنهم أنهم شعب يضم أمتنان مختلفتان في كل شيء ، ولا يوجد أي عنصر مشترك بيننا سوى حبهم للصناعات الغذائية، التي يشتهرون بها ، ألا وهي " البطاطا والشكولاتة" رغم أن كلاهمايسببان" الاسهال " لمن يتناولها . يميزعائلات السكان الأصليين عن غيرهم من المهاجرين دخول " ال" التعريف على اسم العائلة ، والتي يرمز لها ب " فان "، وتعني عندهم "أولاد الأصول" ، وهي تشبة "ال " التعريف التي تدخل على اسم غالبية عشائرنا الأردنية . وفجأة شعرت أنا وصديقي "البلجيكي من أصل أردني "بجوع شديد ،خلال مسيرنا في شوارع بلاد " البلاجكة " ، وأخذنا نبحث عن مطعم يقدم مأكولات " حلال " ، لكن لم يكن من ضمن قائمة الطعام المنسف الأردني ، أو المقلوبة أو حتى المسخن ، فتناولنا عل عجل سندويش " فلافل " ، الذي تشتهر به ، وتجتمع على حبه كل من : " الاردن ، فلسطين، مصر ، سوريا ، ولبنان " ، ومصادفة تجد جميع هذه الشعوب تحت سقف سماء الاردن . وخلال نقاشنا عن " الأزمة البلاجكة " على مائدة الطعام ، تذكرت حديث لسمو الامير حسن بن طلال في احدى المناسبات وكنت ضمن فريق التغطية الصحافية ، حينما تطرق الى كيف جاء اطلاق تسمية " البلاجكة " على الشعب الفلسطيني الموجود على الارض الاردنية : بقوله أن التسميه تعود إلى أيام النزوح في عام 1948 فعندما جاء الفلسطينيون الى الأردن وكانت المنظمات الدولية توزع عليهم خيم صناعة بلجيكية أو مهداة أو مقدمة من الحكومة البلجيكية ، وبدأت التسمية من التعداد واحد بلجيكي إشارة إلى الخيمة ، حتى وصلت إلى أن اطلقت على اللاجئين الفلسطينيين انذاك ، حيث أنالإذن الأردنية في ذلك الوقت لم تكن معتادة على سماع كلمة بلجيكيا أو بلجيكي , وبذلك ذهبتمثلا ، ومن هنا بدأت التسمبة وبدأ الأردنيون يطلقون على الفلسطينيين " بلجيكي" .... ومن يومها يطلق عليهم بلاجكة " ، نسبة الى تلك الخيمة . وبعد أن انتهينا من الحديث عن ما تعانيه المملكة من أزمة مع " البلاجيكة " ، غادرتها قاصدةالمملكة التي تحترم " البقر " كونها تعتبرهم خير مصدر للرزق ، من خلال حلبها كونها مصدر مدر للدخل . .. .. ووصلت إلى ما تعرف باسم"مملكةالخوازيق " ،ذات الأرض المنخفضة ، مما اضطرها لاعتماد اسلوب البناء على " الخوازيق الاسمنتية" ، حفاظا على بيوتها من الانهيار. .. .. تلك المملكة صاحبة الأغنية الشهيرة " هولندا .. مدينة الخوازيق ..". وأخذت أحدث نفسي وانا أهم بالنزول من القطار : يا ترى الخيام التي توزع حاليا على اللاجئين السوريين الجدد. .. .. من أي منشأ هي !؟.. [email protected]  

مواضيع قد تعجبك