وتتضمن خدمات شركة داياكسا DFEC ثلاث ميزات رئيسية: تطبيق لتتبع المنتجات، وتطبيق لصحة الأشجار، وبرنامج لبناء القدرات. ويسجل جامعو المادة الصمغية لدى الشركة عبر تطبيق التتبع، ثم ينقلونها إلى مركز التجميع التابع لها. وتسجل الشركة وقت ومكان حصاد المادة الصمغية، وتفحص جودتها، وتوثق مسارها من القرية إلى المستودع، ثم إلى الشحن، وصولاً إلى المشتري النهائي.

يقول جونسون "حتى جامعي الراتنج في المناطق النائية يمكنهم الدفع عبر تطبيق زاد" المالي، مشيراً إلى نظام المحفظة الإلكترونية المستخدم على نطاق واسع في المنطقة.

كما يُقدم تطبيق منفصل خدمة تتبع صحة الأشجار ومراقبتها. ويقوم مندوبو شركة داياكسا DFEC بزيارات ميدانية لتصوير الأشجار وقياس خصائصها، مثل العمر والارتفاع وعدد الشقوق. يسجلون هذه البيانات في تطبيق صحة الأشجار، حيث يمكن تحديد الموقع الجغرافي للأشجار، ويراقبونها دورياً كل ستة أشهر.

وأظهرت نتائج المشاريع التجريبية الأولية للتطبيق، التي أُجريت من يناير/ كانون الأول 2023 إلى يونيو/ حزيران 2024، وصول التطبيق إلى أكثر من 8 آلاف جامع للمادة الصمغية للبان.

كما أفادت شركة داياكسا DFEC أنها دعمت نحو 1400 من جامعي راتنج اللبان للتكيف مع تغير المناخ من خلال ورش عمل ودورات تدريبية لمساعدتهم في رعاية الأشجار. وشراء سبعة أطنان من الراتنج حتى الآن من المجتمعات المحلية عبر التطبيق، مع تسجيل أكثر من 3 آلاف شجرة لبان فردية في عشرات المزارع.

تقول أنجانيت ديكارلو، المشاركة في المشروع، إن إمكانية التتبع الموثوقة والقائمة على البيانات أمر بالغ الأهمية لتقليل مخاطر سلاسل التوريد وبناء شراكات أكثر أخلاقية.

وتضيف أنها "ترفع من تمكين الأشخاص الذين يديرون الأشجار مباشرةً، كما أنها تتيح للمشترين فرصة الاستثمار في الاستدامة".

ويقول فرانس بونجرز، أستاذ علم بيئة الغابات في جامعة فاغينينغين في هولندا، ويعمل في مجال اللبان لعقود ولكنه غير مشارك في تطوير التطبيق: "يبدو أن نظام التتبع في التطبيق يعمل بكفاءة عالية، ويتيح متابعة دقيقة وموثوقة".

ويقول أيضاً إن من دواعي ارتياح مستخدمي الراتنج معرفة أن المنتج يخضع لمراقبة ومتابعة دقيقة، مع إمكانية رصد صحة الأشجار على المدى الطويل. "بالطبع، هذا له تكلفة".

وبالرغم من إمكانيات التطبيقات، يرى بعض الباحثين أنه لا يزال هناك حاجة إلى بذل المزيد من الجهود لتشجيع الطلب على أنواع اللبان المستدامة بين مشتريه.

وتقول أنجانيت ديكارلو، على وجه الخصوص، إن الكنيسة الكاثوليكية قادرة على استخدام قوتها الناعمة للتأثير إيجاباً على السوق. فبينما لا تمثل الكنيسة سوى 5 في المئة من تجارة اللبان العالمية، إلا أنها ترى أن قلة من المؤسسات تمتلك ذات النفوذ الرمزي والأخلاقي.

وتضيف "أشعر ببعض التأثر وأنا أتخيل البابا يُصدر بياناً أو يُطلق مبادرة، لما قد يُحدثه ذلك من أثر بالغ. سيكون له تداعيات واسعة النطاق".

وتتابع "هذه الأشجار مهمة، والناس الذين يعملون فيها، والنساء اللواتي يكدحن ويجلسن 12 ساعة يومياً لفرز هذه المادة، جميعهم مهمون".