خبرني - ماذا لو فاز منتخب النشامى بكأس العرب؟ ربما يبدو هذا السؤال بسيطًا، ولكن الإجابة تتجاوز كل التوقعات. سيكون الفوز بالكأس لحظة فارقة في تاريخ كرة القدم الأردنية، لحظة تعكس ليس فقط النجاح الرياضي، بل أيضًا وحدة الشعب الأردني وأمله الذي لا ينضب. إنه إنجاز سيعيد كتابة تاريخ هذا الوطن، ويُثبت للعالم أجمع أن الأمل لا يموت، وأن العمل الجاد والإيمان لا يعرفان حدودًا.
فوز النشامى في هذه البطولة لم يكن ليحدث إلا من خلال الجهد الجماعي، من اللاعبين الذين بذلوا كل ما لديهم على أرض الملعب، إلى المدرب الذي خلق التوازن المثالي بين الدفاع والهجوم، وترك بصمته الواضحة على كل مباراة. لكن هذا الفوز ليس فوزًا رياضيًا فقط، إنه فوز للعزيمة الأردنية التي تتحدى الصعاب . وراء هذا الانجاز يقف مهندس الحلم و هو المدرب الذي زرع في اللاعبين الايمان بأنهم قادرون على التفوق على أنفسهم وعلى أقوى المنتخبات , و تحقيق ما يعتقده البعض مستحيلا .
لكن وراء المنتخب أيضًا كان هناك دعم لا محدود من الأسرة الهاشمية، التي لطالما كانت السند والعون في كل مسعى. لا يمكننا أن نغفل عن الجهود الكبيرة التي بذلها سيدي ولي العهد الأمير حسين في دعم منتخبنا الوطني، حيث كان دائمًا في مقدمة المشجعين، يحفز اللاعبين ويدفعهم إلى تقديم أفضل ما لديهم. رؤيته الثاقبة، وحبه لوطنه واهتمامه البالغ بالرياضة والشباب، كانت دائمًا بمثابة القوة المحركة وراء كل خطوة نحو النجاح. الأمير حسين لم يكن فقط داعمًا معنويًا، بل كان نموذجًا يُحتذى به في التفاني والإخلاص لوطنه وشعبه، وهو الذي يؤمن بأن الرياضة جزء لا يتجزأ من بناء الإنسان والمجتمع .
وبالتوازي مع ذلك، نجد سيدي الأمير علي بن الحسين، الذي كان دومًا في طليعة من دعموا كرة القدم الأردنية، وكان له دور محوري في تطوير اللعبة في المملكة. جهوده الدؤوبة، سواء من خلال دعمه المباشر للمنتخب أو عبر عمله المستمر في تطوير البنية التحتية لكرة القدم، كانت سببًا رئيسيًا في تحفيز اللاعبين على التفوق. الأمير علي بحكمته واهتمامه الكبير بالرياضة، كان مثالًا حقيقيًا للقيادة التي تعطي أولوياتها للشباب، وتؤمن بأن الرياضة هي واحدة من أفضل الوسائل لتوحيد الشعوب وبناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة .
وفي ظل هذا الدعم الكبير من القيادة الهاشمية، أصبح من الطبيعي أن نشهد هذا الإنجاز الكبير. فالشعب الأردني الذي لطالما وقف إلى جانب المنتخب في كل محفل رياضي، لم يكن يومًا ليخذلهم. هؤلاء الجماهير الذين لم يترددوا في السفر إلى قطر، وجعلوا من المدرجات ميدانًا للحب والدعم، هم الذين كانوا الوقود الذي دفع اللاعبين نحو القمة. هم الذين أنفقوا ما في جيوبهم، وقطعوا المسافات الطويلة فقط ليكونوا بجانب النشامى، يرفعون هتافاتهم، ويرتدون ألوان الوطن في كل مكان.
يوم الخميس القادم، ستعيش المملكة لحظة تاريخية، ستجتمع فيها الأمل والتشجيع، وتتكامل فيها جهود الجميع، من اللاعبين إلى الجماهير، ومن المدرب إلى الأسرة الهاشمية. سيكون كل أردني، في داخل الوطن وخارجه، على أعصابه، لكنه سيشعر في قلبه أن النشامى يستحقون هذا التتويج، لأنهم لم يقاتلوا من أجل الفوز فقط، بل من أجل الوطن الذي يعشقونه، ومن أجل الشعب الذي لن يتخلى عنهم أبدًا.
حين يرتفع الكأس في يد النشامى، ستُرفع معه رؤوس الجميع. فهذا الإنجاز هو ثمرة جهود الجميع: من الأسرة الهاشمية التي دعمَت، إلى اللاعبين الذين ضحَّوا، إلى الجماهير التي كانت دومًا هناك. فوز المنتخب سيُترجم إلى فوز للوطن بأسره، وستظل تلك اللحظة في الذاكرة، لحظة تثبت أن لا شيء مستحيل عندما تتكامل الجهود، وتوحد القلوب خلف هدف واحد.
هذا الإنجاز سيكون أكثر من مجرد فوز بكأس. إنه انتصار للأردن كلها، للأمل الذي لا يموت، للوطن الذي يتوحد في أصعب اللحظات. إنه رسالة للعالم بأن النشامى لن يوقفهم شيء، وأنهم سيظلون دائمًا معًا، يدًا بيد، تحت راية الوطن .




