*
الثلاثاء: 16 ديسمبر 2025
  • 16 ديسمبر 2025
  • 10:06
هدف علاجي جديد لحماية القلب على المدى الطويل

خبرني - خبرني - تتواصل الجهود العلمية لفهم العوامل المؤثرة في صحة القلب لدى الأشخاص المعرضين للإصابة بداء السكري، وسط تزايد الاهتمام العالمي بالوقاية المبكرة من الأمراض المزمنة.

وتعرف مقدمات السكري بأنها حالة ترتفع فيها مستويات الغلوكوز في الدم عن المعدل الطبيعي دون أن تصل إلى حد تشخيص السكري من النوع الثاني، إلا أنها ترتبط بارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، التي تعد من الأسباب الرئيسية للوفاة عالميا. ويقدّر عدد المصابين بمقدمات السكري عالميا بأكثر من مليار شخص.

وبهذا الصدد، تكشف دراسة جديدة أن خفض مستويات السكر في الدم يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بأمراض القلب لدى المصابين بمقدمات السكري، وقد يصل هذا الانخفاض إلى النصف، ما يفتح آفاقا في الوقاية القلبية المبكرة.

وأظهرت الدراسة، التي أجرتها كلية كينغز كوليدج لندن، أن إعادة مستوى الغلوكوز في الدم إلى المعدل الطبيعي أي التعافي فعليا من حالة مقدمات السكري يساهم في تقليل خطر الوفاة الناتجة عن أمراض القلب أو دخول المستشفى بسبب قصور القلب بأكثر من 50%.

وأعادت الدراسة تحليل بيانات تجربتين طويلتي الأمد في الوقاية من السكري، هما دراسة نتائج برنامج الوقاية من السكري في الولايات المتحدة (DPPOS) ودراسة نتائج الوقاية من السكري في داتشينغ بالصين (DaQing-DPOS)، حيث تابعتا مشاركين مصابين بمقدمات السكري على مدى عقود، مع التركيز على التدخلات المرتبطة بالنشاط البدني والنظام الغذائي.

وأظهرت النتائج انخفاض خطر الوفاة بأمراض القلب أو دخول المستشفى بسبب قصور القلب بنسبة 58% لدى الأشخاص الذين تعافوا من مقدمات السكري، كما تراجع خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية وغيرها من الأحداث القلبية الوعائية الخطيرة بنسبة 42%، مع تقارب النتائج بين البيانات الصينية والأمريكية.

وتأتي هذه النتائج في وقت تشير فيه أبحاث حديثة إلى أن تغييرات نمط الحياة وحدها، مثل ممارسة الرياضة وإنقاص الوزن وتحسين النظام الغذائي، لا تحقق بالضرورة انخفاضا ملموسا في خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية لدى هذه الفئة.

وتسلط الدراسة الضوء على تحول محتمل في نهج علاج مقدمات السكري، إذ تقدم هدفا علاجيا جديدا يتمثل في استعادة التوازن الأيضي، وليس الاكتفاء بتأخير تطور المرض. ويرجّح الباحثون أن يساهم هذا النهج في إنقاذ الأرواح والحد من المضاعفات القلبية على المدى الطويل.

وقال الباحث الرئيسي في الدراسة، الدكتور أندرياس بيركنفيلد، المحاضر في قسم السكري بكلية كينغز كوليدج لندن ومستشفى جامعة توبنغن، إن النتائج تشكك في أحد الافتراضات السائدة في الطب الوقائي الحديث، والمتمثل في أن فقدان الوزن وممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي صحي كفيلة وحدها بحماية المصابين بمقدمات السكري من النوبات القلبية والوفاة المبكرة.

وأضاف: "رغم الأهمية الصحية الكبيرة لتغييرات نمط الحياة، فإن الأدلة لا تدعم قدرتها على تقليل معدلات الوفيات أو النوبات القلبية، في حين يظهر التعافي من مقدمات السكري ارتباطا واضحا بانخفاض وفيات أمراض القلب وقصور القلب والوفيات لأي سبب".

وأكد بيركنفيلد على أن التعافي من مقدمات السكري قد يصبح أداة وقائية أساسية، إلى جانب خفض ضغط الدم وتقليل مستويات الكوليسترول والإقلاع عن التدخين، للحد من النوبات القلبية والوفيات المرتبطة بأمراض القلب.

نشرت الدراسة في مجلة لانسيت للسكري والغدد الصماء.

مواضيع قد تعجبك