*
الخميس: 11 ديسمبر 2025
  • 10 ديسمبر 2025
  • 17:17
دراسة سعودية القلق يفسد خط دفاعك الأول ضد الأمراض

خبرني - كشفت دراسة علمية حديثة أجريت في السعودية، عن رابط مقلق بين اضطرابات القلق والأرق والتوتر وبين انخفاض عدد الخلايا المناعية المعروفة بـ"القاتلة الطبيعية" (NK cells)، وهي من أهم خطوط الدفاع الأساسية في جسم الإنسان.

وتمثل هذه الخلايا جزءاً محورياً من جهاز المناعة، إذ تتولى مهمة تدمير مسببات الأمراض والخلايا المصابة قبل انتشارها، ما يجعل نقصها عاملاً مباشراً في إضعاف المناعة وزيادة قابلية الإصابة بالأمراض، بحسب تقرير نشره موقع "MedicalXpress" العلمي العالمي.

وركزت الدراسة، التي نشرتها مجلة Frontiers in Immunology المرموقة، على 60 طالبة تتراوح أعمارهن بين 17 و23 عاماً. وقد شُخّصت اضطرابات القلق والأرق عبر استبيانات ذاتية، فيما جرى تحليل عينات الدم لتحديد نسب خلايا NK وأنواعها الفرعية.

تراجع واضح في الدفاعات المناعية

فيما أظهرت النتائج أن 53% من المشاركات يعانين أعراضاً مرتبطة بالأرق، بينما 75% أبلغن عن أعراض للقلق، بينها حالات متوسطة وشديدة. وعند تحليل عينات الدم، تبيّن أن الطالبات اللواتي يعانين أعراض الأرق انخفض لديهن العدد الكلي لخلايا NK ونسب أنواعها الفرعية.

في المقابل، كانت النتائج أكثر وضوحاً لدى اللواتي يعانين القلق؛ إذ سجّلت هذه المجموعة انخفاضاً ملحوظاً في الخلايا المناعية الدوّارة في الدم، وهي خلايا ترتبط بوظائف حاسمة في حماية الجسم من العدوى. كما ظهر أن شدة القلق تلعب دوراً إضافياً، حيث انخفضت نسب الخلايا المناعية بشكل أكبر لدى اللواتي لديهن أعراض متوسطة أو شديدة.

تأتي أهمية هذا الانخفاض من الدور الحيوي لنوعي الخلايا NK، ومن بينها "CD16+CD56dim" وهي الأكثر انتشاراً والمسؤولة عن قتل الخلايا المصابة مباشرة. إلى جانب "CD16+CD56high"، وهي أقل عدداً، لكنها مسؤولة عن إنتاج بروتينات تنظم الاستجابة المناعية.

تأثيرات على الصحة العامة

وأشارت الباحثة الرئيسة، الدكتورة رناد الحماوي من جامعة طيبة، إلى أن "تراجع هذه الخلايا يمكن أن يؤدي إلى خلل في جهاز المناعة، ما قد يرفع خطر الإصابة بالأمراض، بما في ذلك السرطان والاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب". وأضافت أن فهم تأثير الضغوط النفسية على توزيع الخلايا المناعية ووظيفتها قد يساعد مستقبلاً على تفسير بعض آليات الالتهاب ونشوء الأورام.

لكن رغم أهمية النتائج، أكدت الدراسة أنها محدودة بسبب اقتصار العينة على فئة عمرية معينة من الإناث، وهي الفئة التي تشهد ارتفاعاً ملحوظاً في اضطرابات القلق والنوم. لذا يدعو الباحثون إلى توسيع نطاق الدراسات المستقبلية لتشمل الجنسين ومجموعات عمرية مختلفة.

وكانت دراسات سابقة أشارت إلى أن تبني نمط حياة صحي (يشمل النشاط البدني، والنوم المنتظم، وتخفيف التوتر، وتناول غذاء متوازن) يمكن أن يعزز أعداد ووظائف خلايا NK... إلا أن استمرار القلق والأرق قد يُربك منظومة عمل الجهاز المناعي ويزيد مخاطر الأمراض المزمنة والالتهابية.

وخلصت الحماوي إلى أن "الآثار السلبية للقلق والأرق لا تقتصر على الصحة النفسية فقط، بل تمتد لتقوّض الجهاز المناعي، ما يجعل معالجة هذه الاضطرابات أمراً ضرورياً للحفاظ على جودة الحياة".

مواضيع قد تعجبك