*
Saturday: 06 December 2025
  • 01 ديسمبر 2025
  • 22:22
الكاتب: أيمن هلال

خبرني - جلست مع صديقي السوداني في أحد مقاهي عمّان، حيث تعانق رائحة القهوة المرة دخان النارجيلة، وتتسلل أصوات فيروز من مذياع بصوت خافت.. جلست أمامه وعيناه تحملان لون النيل حين يغضب، وفي صوته رجفة لا تخطئها الأذن، رجفة من شردته الحرب عن أهله وذكرياته.
كنا نتحدث فإذا به يضع فنجانه فجأة، ينظر إلي بعينين دامعتين، ويقول بصوت انكسر في آخره:
والله يا أخي… نفسي أحب السودان كما تحبون أنتم الأردن... نفسي أغني لملك مثل الملك عبد الله وأبكي من الفخر لا من الألم... يا ريتني أعرف أن أبكي من حب بلدي… لا من فقدانها.
في تلك اللحظة شعرت أن قلبي توقف .. دمعت عيناي.. ثقلت الكلمات على لساني كأنها صخور البترا. ابتلعت ريقي، ليس حزنا عليه فقط، بل شكرا لا متناهيا لله أنني ولدت هنا.
تركنا القهوة تبرد، لكن قلوبنا كانت تشتعل... خرجت من المقهى أمشي في شوارع عمان وأنا اشكر ربي أن جعلني أردنيا، الحمد لله… الحمد لله… الحمد لله ألف ألف مرة… على نعمة لو وزعت على العالم كله لكفته أن نكون أردنيين.. على نعمة الأمن، على ملك يمشي بين الناس ويخاف عليهم أكثر مما يخافون عليه، على جيش يسمى الجيش العربي يحمي الحدود، وعلى رجال أمن ساهرين.. نتمشى ليلاً وفجراً ولا نخشى شيئاً.... نعمة لا نراها إلا حين نفقدها… أو حين نسمع إنساناً مثل صديقي السوداني يتمناها بدمع العين ووجع القلب.
عسى الله أن يحمي الأردن وملكه وشعبه… وأن يجمع شمل السودان يوماً قريباً، فيبكي أهله من حبه لا من جرحه.

مواضيع قد تعجبك