خبرني - في ظل مرحلة التحوّل الرقمي التي يشهدها الأردن، يبرز دور الشباب بوصفهم ركيزة أساسية في عملية التحديث والتطوير. فالشباب الأردني يشكّل الشريحة الأكبر من المجتمع، ويمتلك من العلم والوعي والطاقة ما يجعله قادرًا على إحداث تغيير نوعي في مختلف ميادين العمل العام.
وتؤكد الرؤية الملكية على هذا الدور بشكل واضح، حيث شدّد جلالة الملك عبدالله الثاني على أن:
“إن الشباب هم ثروتنا الحقيقية، وبهم تُبنى الأوطان وتنهض الأمم.
كما عبّر سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني عن مكانتهم بقوله:
“الشباب هم طاقة الوطن التي لا تنضب، وهم القادرون على تحويل التحديات إلى فرص والإنجاز إلى واقع.
هذه التوجّهات تعكس إدراكًا عميقًا بأن تمكين الشباب لم يعد خيارًا، بل ضرورة وطنية لضمان استمرار مسيرة التحديث السياسي والاقتصادي في الأردن.
الشباب والعمل العام: حضور مطلوب وليس تمثيلًا رمزيًا
يدرك الأردن اليوم أن إشراك الشباب في هيئات العمل العام، والنقابات، والاتحادات، واللجان القطاعية، يساهم في تجديد الدماء، وتطوير الأداء، وتجاوز الأنماط التقليدية في الإدارة.
ويتجلى الدور الشبابي في:
•طرح رؤى جديدة تتناسب مع تطور التكنولوجيا واحتياجات العصر.
•تعزيز الشفافية والاقتراب من قضايا المجتمع بلغة واقعية.
•إيجاد حلول مبتكرة تستند إلى المعرفة والمهارات الحديثة.
هذه المزايا تجعل من الشباب عنصرًا حيويًا في صناعة القرار، وفي ضبط بوصلة العمل المؤسسي نحو المستقبل.
السياحة… القطاع الذي ينتظر طاقة الشباب
يُعدّ القطاع السياحي أحد أهم أعمدة الاقتصاد الوطني، وأكثرها احتياجًا إلى الكفاءات الشابة القادرة على التغيير. وقد أثبتت التجارب أن الشباب هم الأكثر قدرة على:
•قيادة التحول الرقمي في السياحة عبر أدوات الذكاء الاصطناعي والتسويق الإلكتروني.
•إعادة صياغة السردية الوطنية للأردن وتقديمه للعالم بصورة متجددة.
•تطوير تجارب سياحية مبتكرة تعزز تنافسية الأردن على الخارطة السياحية العالمية.
•دعم السياحة المجتمعية وربط المجتمع المحلي بعوائد التنمية.
وفي هذا السياق، يشكل الشباب الواجهة الأولى للأردن أمام الزوار، ومصدر الانطباع الأول عن جمالية المكان وإنسانه.
مسؤولية المؤسسات تجاه الشباب
إن تعظيم دور الشباب في العمل العام، خصوصًا في القطاع السياحي، يتطلّب منظومة داعمة تقودها:
•الوزارات والمؤسسات الحكومية.
•الجامعات ومراكز التدريب المتخصصة.
•الجمعيات القطاعية والنقابات المهنية.
•المبادرات الوطنية وبرامج التمكين.
هذا المسار يستوجب توفير التدريب النوعي، وإتاحة الفرص، وتبنّي الأفكار الريادية، ودعم الدخول الفاعل للشباب في إدارة الملفات العامة، خصوصًا في السياحة التي تُعد الأكثر استعدادًا للنمو.
في الختام
إن تمكين الشباب الأردني وإشراكه في العمل العام يشكل أحد أعمدة النهضة الوطنية، ويمهد لبناء مؤسسات أكثر كفاءة وقدرة على مواكبة المستقبل.
وفي القطاع السياحي تحديدًا، تبدو الحاجة إلى الفكر الشبابي أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى؛ فالتنافس على السياحة العالمية لم يعد قائمًا على المقومات فقط، بل على الابتكار والمهارات والقدرة على بناء تجربة سياحية متكاملة.
إن الشباب اليوم ليسوا مجرد طاقة كامنة… بل شريك حقيقي في صناعة مسيرة التحديث، وعمادٌ أساسي في الارتقاء بصورة الأردن ونهضته الاقتصادية.
ابراهيم النبالي
خبير الابتكار و التطوير السياحي




