وتشير دراسات أخرى إلى أن العناصر النزرة أو الشحيحة قد تلعب دوراً. والعناصر النزرة هي عناصر كيميائية لا تحتاجها الكائنات الحية إلا بكميات ضئيلة جداً، ومع ذلك، فهي حيوية لوظيفة الغدة الدرقية؛ كاليود والزنك وغيرهما.

وتقول كيتاهارا: "نشهد معدلات عالية للغاية من سرطان الغدة الدرقية في الدول التي تتكون من جُزر".

وقد طُرحت فرضيات حول وجود عناصر نزرة مرتبطة بالانفجارات البركانية؛ فقد ثبت وجود الزنك والكادميوم وبعض المواد الكيميائية الأخرى مثل الفاناديوم في هذه البيئات التي شهدت ارتفاع معدلات الإصابة بسرطان الغدة الدرقية، ولكن لم تُجرَ دراسات وبائية مُحكمة تدعم وجود صلة مباشرة.

 

إشعاع الفحوص الطبية

ومع ذلك، تعتقد كيتاهارا وجود تفسير آخر، وهو الإشعاع المؤين الناتج عن الفحص الطبي التشخيصي.

فمنذ ثمانينيات القرن الماضي، ازداد استخدام فحوص الأشعة المقطعية (CT) والأشعة السينية، خاصة في الولايات المتحدة، بما يشمل الأطفال. وهذه الفحوص، تعُرّض الغدة الدرقية إلى جرعات عالية نسبياً من الإشعاع.

وبمعرفتنا للعلاقة بين الإشعاع وسرطان الغدة الدرقية من دراسات أخرى، مثل تلك التي أُجريت على الناجين من القنبلة الذرية اليابانية، يُمكننا تصور نموذج لآثار هذا الإشعاع.

على سبيل المثال، قدّرت دراسة حديثة أن حوالي 3,500 حالة سرطان بالغدة الدرقية سنوياً، تُعزى مباشرةً إلى معدلات الأشعة المقطعية في الولايات المتحدة.

وتقول كيتاهارا: "إن الغدة الدرقية لدى الصغار أكثر عرضة لآثار الإشعاع من نظيرتها لدى كبار السن. لذا، من المحتمل أن يُسهم الاستخدام المتزايد للأشعة المقطعية جزئياً في ارتفاع معدلات الإصابة بسرطان الغدة الدرقية في الولايات المتحدة وأماكن أخرى".

ولربما يكون لجميع هذه العوامل دورٌ مُشترك.

وهو ما تذهب إليه رومان قائلة: "نلاحظ على الأرجح ظاهرةً تتعدد عواملها؛ تشمل التأثير البيئي، والأيضي، والغذائي، والهرموني، وجميع ذلك قد يتفاعل مع الاستعداد الوراثي الكامن".