ما هي منجزات الشيخة حسينة؟

يمكن القول إن المشهد البنغلاديشي في ظل قيادة الشيخة حسينة كان يحفل بالمتناقضات.

فالأُمة البنغلاديشية ذات الأغلبية المسلمة، والتي كانت ذات يوم واحدة من أفقر دول العالم، قد حققت نجاحاً اقتصادياً ملموساً في ظل قيادة حسينة منذ عام 2009.

والآن، يعدّ الاقتصاد البنغلاديشي أحد أسرع اقتصادات المنطقة في وتيرة النمو، بمعدل يفوق حتى جارتها العملاقة – الهند.

وفي غضون السنوات العشر الأخيرة، بلغ متوسط دخل الفرد في بنغلاديش ثلاثة أمثاله مقارنة بما كان عليه من قبل.

وقال البنك الدولي إن نحو أكثر من 25 مليون نسمة خرجوا من تحت خط الفقر في غضون السنوات العشرين الأخيرة.

وبالاستفادة من ثروات البلاد، إضافة إلى المساعدات التنموية من الخارج، استطاعت الشيخة حسينة تدشين مشروعات عملاقة في مجال البنية التحتية، ومن ذلك بناء جسر بادما بتكلفة بلغت 2.9 مليار دولار.

 

ما الذي يحيط بها من جدال؟

تعدّ المظاهرات الأخيرة أكبر تحدٍ واجهته الشيخة حسينة منذ توليها المنصب، وجاءت هذه المظاهرات بعد انتخابات أثارت جدلاً واسعاً وشهدت فوز حزبها لفترة رابعة على التوالي.

وتعالت دعوات تطالب الشيخة حسينة بالاستقالة، لكنها لم تلتفت إليها، بل إنها اتهمت الناشطين بأنهم "إرهابيون" ونشدت الدعم "لقمع هؤلاء الإرهابيين بيدٍ من حديد".

وفي أعقاب وباء كورونا، شهدت تكلفة المعيشة في بنغلاديش ارتفاعاً متزايداً، وسجّل التضخم معدلات قياسية، وتراجع مخزون الاحتياطي من النقد الأجنبي في بنغلاديش بشكل ملموس، كما تضاعف الدين الخارجي البنغلاديشي، مقارنة بما كان عليه في عام 2016.

وتُلقي المعارضة باللوم في ذلك كله على حكومة الشيخة حسينة وتتهمها بسوء الإدارة، قائلين إنه حتى النجاحات الاقتصادية السابقة لم يستفد منها سوى المقربين من الحزب الحاكم.

كما تقول المعارضة إن ما أحرزته بنغلاديش من تقدّم في ظل الشيخة حسينة جاء على حساب الديمقراطية وحقوق الإنسان، متهمين إياها بقمع الخصوم السياسيين وكذلك كل مَن ينتقد طريقة الحكم.

لكن الحكومة وعلى رأسها الشيخة حسينة تنكر تلك الاتهامات.

على أن منظمات حقوقية قامت بتوثيق مئات الحالات من الاختفاء القسري والقتل خارج نطاق القانون على أيدي قوات الأمن البنغلاديشي منذ عام 2009.

وفي الأشهر الأخيرة، اعتقلت السلطات في بنغلاديش العديد من قيادات الحزب الوطني البنغلاديشي، جنباً إلى جنب مع الآلاف من أنصارهم في أعقاب مظاهرات مناهضة للحكومة.

وتصرّ حكومة الشيخة حسينة على إنكار المزاعم القائلة بالوقوف وراء تلك الانتهاكات الحقوقية.