وإلى صحيفة الإيكونومست التي نشرت مقالاً بعنوان "هل يمكن عند التخلص من سموم الدوبامين إعادة ضبط الدماغ؟"، دعت فيه إلى التقليل من مصادر زيادة الدوبامين الذي يساعد في الاستجابة للملذات.

يشرح المقال أن فكرة "إزالة سموم" الدوبامين، عبر الامتناع عن وسائل التواصل الاجتماعي، أو الكحول، أو الوجبات السريعة، أو القمار، أو الأفلام الإباحية، رغم "الملل"، أصبحت شائعة بين فئة من سكان وادي السيليكون في ولاية كاليفورنيا الأمريكية.

وتوضح الصحيفة في مقالها، أن التوجه لهذه الخطوة نابع من الاعتقاد بأن الملذات المذكورة، تسبب إفراطاً في تنشيط نظام الدوبامين في الدماغ، مما يجعله أقل استجابة للمتع، إذ يرى مؤيدو هذه النظرية أن "بضعة أسابيع من الامتناع يمكن أن تعيد ضبط الدماغ".

فيما يلفت المقال إلى أن "أخذ استراحة تطهيرية من العادات السيئة ليس مفهوماً جديداً، غير أن المشكلة - وفق وجهة نظر المقال - تكمن "في الكيمياء الحيوية، حين يتصور المؤيدون أن الدوبامين هو (جزيء المتعة)، وأنه مورد محدود يمكن استنزافه عند الإفراط في استخدامه".

ويوضح المقال أن هذا "ليس عمل الدوبامين. فهو يشارك ليس فقط في المكافأة، بل أيضاً في التعلم والحركة. وتنظيف الدماغ منه بالكامل سيكون كارثياً".

ويضرب المقال مثالاً بمرض باركنسون، الذي "يحدث بسبب فقدان الخلايا العصبية المنتجة للدوبامين"، موضحة أنه حتى "دوره في دوائر المكافأة في الدماغ يُفهم غالباً بشكل خاطئ".

وتنقل الصحيفة عن كريستيان لوشير، عالم الأعصاب في جامعة جنيف، أن "الدوبامين ليس جزيء المتعة كما يُشاع".

ويشرح "عندما يحدث شيء أفضل من المتوقع، تنشط الخلايا العصبية المنتجة للدوبامين أكثر من المعتاد (وعندما يحدث أسوأ، تنشط أقل). هذه الطفرات هي إشارات تعليمية، وتقوي الروابط بين الخلايا العصبية، وتساعد الدماغ على معرفة الأفعال التي تستحق التكرار".

ورغم النقاش العلمي الذي يطرحه المقال، ويظهر ارتباط السلوك البشري في العصر الراهن بوسائل التواصل الاجتماعي، إلا أنه يخلص إلى أنه "إذا كان بالإمكان كسر العادات السيئة، يصبح لدى الناس وقت أكثر للأشياء التي يستمتعون بها حقاً. بعبارة أخرى، قد يكون صيام الدوبامين تجربة جديرة بالمحاولة، حتى لو كانت الطريقة التي يُفترض أنه يعمل بها غير واضحة تماماً".