خبرني - في عالم يتبدّل بسرعة تحت ضغط التكنولوجيا ووسائل الاتصال الحديثة، تبرز الحاجة إلى إعادة التفكير في شكل التنمية المجتمعية ودورها في بناء مستقبل أكثر توازنًا بين الإنسان والتقنية .
وفي هذا الإطار، يطرح الدكتور زياد جلال الحنفي رؤيته حول التحول الرقمي، بوصفه فرصة لإحياء البعد الإنساني في التنمية، لا مجرد عملية تقنية تُدار بالأرقام والخوارزميات .
يقول الدكتور زياد الحنفي إن التحول الرقمي الحقيقي يبدأ من الإنسان وليس من النظام، فالمجتمع القادر على استيعاب التغيير هو ذاك الذي يستثمر في وعي أفراده وتعليمهم، ويمنحهم مساحة للمشاركة في صياغة مستقبلهم .
ويرى أن التطور التكنولوجي يجب أن يكون وسيلة لتقليص الفجوات الاجتماعية لا توسيعها، وأن المؤسسات الناجحة هي التي توظف أدواتها الرقمية لخدمة قيم العدالة والشفافية والتمكين .
ومن واقع خبرته في إدارة مؤسسات تقنية وتجارية، يوضح الدكتور الحنفي أن التنمية المجتمعية لا يمكن فصلها عن القطاع الخاص ، فالمؤسسات اليوم ليست مسؤولة فقط عن تقديم منتج أو خدمة، بل عن المساهمة في تشكيل وعي المجتمع وبناء ثقافته الرقمية .
ويضيف: "الابتكار ليس في تصميم الأجهزة أو البرامج فحسب، بل في الطريقة التي نستخدم بها التكنولوجيا لإحداث أثر إيجابي في حياة الناس " .
ويرى أن التنمية الحديثة يجب أن تستند إلى شراكة حقيقية بين القطاع الخاص والمجتمع المدني، بحيث تتحول المعرفة إلى ممارسة، والتحول الرقمي إلى ثقافة .
ويؤكد أن الاستثمار في الإنسان يسبق أي بنية تحتية رقمية، لأن التقنية بلا وعي تُنتج عزلة، بينما التقنية الممزوجة بالقيم تُنتج حضارة .
ويختم الدكتور زياد الحنفي رؤيته بدعوة صريحة إلى إعادة الاعتبار للبعد الإنساني في كل ما يُسمى “رقميًا”، قائلاً :
"التنمية المجتمعية ليست شعارًا، بل التزام أخلاقي ومهني، والتكنولوجيا التي لا تخدم الإنسان لا تستحق أن تُسمى تقدمًا"




