خبرني - تُعد العلاقات الأردنية الباكستانية نموذجاً مميزاً للتعاون الأخوي العميق الذي يجمع بين بلدين شقيقين يرتبطان بتاريخ طويل من الاحترام المتبادل والتنسيق المستمر في مختلف المجالات. فقد شهدت هذه العلاقات تطوراً متسارعاً منذ تأسيسها، انعكس في التعاون السياسي والعسكري والثقافي والتعليمي، مؤكداً متانتها واستمرارها على أسس راسخة من الثقة والاحترام.
وفي هذا الإطار، جاءت الزيارة الرسمية التي قام بها المشير سيد عاصم منير، رئيس أركان الجيش الباكستاني، إلى المملكة الأردنية الهاشمية لتجسد عمق هذه العلاقات وتجدد الالتزام المشترك بتعزيز التعاون الثنائي. فقد التقى المشير منير جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، حيث جرى بحث سبل تعزيز التعاون في مجالات الدفاع والأمن، وتبادل وجهات النظر حول التطورات الإقليمية والدولية.
ونقل المشير منير تحيات الشعب والحكومة والقوات المسلحة الباكستانية إلى جلالة الملك، مؤكداً حرص باكستان على توطيد العلاقات الأخوية مع الأردن. من جانبه، أشاد جلالة الملك عبدالله الثاني بالمهنية العالية التي تتمتع بها القوات المسلحة الباكستانية، وبإسهاماتها الفاعلة في دعم الأمن والسلام الإقليمي، معرباً عن رغبته في توسيع آفاق التعاون الدفاعي بين البلدين.
كما شملت الزيارة لقاءً مع اللواء يوسف أحمد الحنيطي، رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأردنية، حيث أكد الجانبان عمق العلاقات التاريخية بين الجيشين الأردني والباكستاني، وحرصهما على مواصلة العمل المشترك لتعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي.
ولا يقتصر التعاون الأردني الباكستاني على الجانب العسكري فحسب، بل يمتد إلى المجالات الثقافية والتعليمية، إذ تخرج من الجامعات الباكستانية أكثر من تسعة آلاف طالب أردني في تخصصات متعددة، فيما يواصل نحو مئتي طالب أردني دراستهم حالياً في الجامعات والمعاهد الباكستانية، ما يعكس متانة الروابط التعليمية والثقافية بين الشعبين الشقيقين.
إن العلاقات الأردنية الباكستانية ليست وليدة اللحظة، بل هي علاقات مجذّرة تاريخياً، قامت على أسس من الاحترام المتبادل والتعاون البنّاء في خدمة قضايا الأمة وتعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي. ومع استمرار اللقاءات والتعاون في مختلف المجالات، تتجه هذه العلاقات بخطى واثقة نحو مستقبل أكثر إشراقاً وتكاملاً بين عمّان وإسلام آباد.
