خبرني - لست ضليعاً بالسياسة ولست ممن تستهويهم المناصب ولا ديكورات المكاتب...ولست ممن يستهوون التكريم ولا ممن يعشقون جمع الدروع وشهادات التقدير... ولست ممن يتوقون للبس العبي والتحدث بإسم العشيرة والقبيلة.... ولم يكن لي حظ في مواصلة التعليم بل التوجيهي القديم آخر تعليم ....ولست ولست ولست...
هذا المدخل وهذه المقدمة جعلتني اتوقف كثيرا عند منعطفات في حياتي والكثير ممن يشبهوني أو على الأقل ممن كانوا يؤمنوا بأن القادم ممكن أن يكون أجمل....
لكن الأسوأ والأقبح بات في طريق الكثيرين....
قد يتساءل الكثير وهو يقرأ الآن ما بين السطور ما الداعي لمثل هذا...
ما دعاني للكتابة هو ما أشاهده من مناكفات سياسية حول الأحزاب ودورها في تنمية الحياة السياسية في الأردن ومدى مقدرتها على تغيير الأفكار وتعديل القرارات فقد بدأت في محاولة تغيير نمط تفكيري في فلسفة هذه الحياة وبدأت أبحث عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن شيء يسمى أحزاب وعن طريق هذه الوسائل وبالتحديد في عام 2018 بدأت بالبحث عن أسماء أحزاب تظهر لي أو ترحب وتدعو للإنضمام لها وبدأت رحلة البحث عما يتوافق وأفكاري... تعمقت في البحث والدراسة وأخذت استعرض أسماء براقة من الأحزاب ودعوات مبهرة من بعضها لجلب الانتباه والفوز بالانضمام لها...واستقر بي المقام لحزب معين من هذه الأحزاب وبدأت بالمراسلة ووضع الخطوات الأولى لتقييد إسمي وتسجيله ضمن قائمة الحزب الذي اخترته ولا اخفيكم أنني كان عندي خوف شديد ورهبة في أن تتدخل جهات أمنية في تحييد رغباتي الحزبيه وإنهاء هذه الفكرة لكن أحاديث جلالة الملك ورؤيته المستقبلية للحياة السياسية الحزبيه في الأردن وتطلعاته نحو حياة سياسية حزبية مستقرة كانت دافع لي للمضي قدما في تحقيق حلم كان يراودني منذ الصغر لأن أكون سياسيا ولكن هذا الحلم توقف بتوقف مواصلة التعليم...واردت تفريغ هذه الطاقة ومحاولة الوصول لنجاح ولو بسيط عن طريق الأحزاب وكان لي ذلك بأن انتسبت لحزب سياسي وكل ذاك حدث عبر وسائل التواصل الاجتماعي فقط إلى أن رأى النور بعد خمس سنوات وتم إشهار الحزب وإعلانه عبر مؤتمره العام في البحر الميت وبقي التواصل عن بعد إما عن طريق الرسائل أو عبر التحدث عبر الزووم....وهكذا الأمر بدأ لي وكأنه على خير ما يرام... لتأتي الانتخابات النيابيه والتي كان للأحزاب لها دور ولها نصيب من الأعضاء وحسب قانون جديد للانتخابات...
لكن الأمور عند الانتخابات وما بعده غيرت الأفكار عندي وقلبتها رأسا على عقب... فما كنت أؤمن به أو ما كنت أرغب أن يكون لم يكن ... وكانت معظم الأفكار التي تنادي بها الأحزاب هي عبارة عن شعارات لا أكثر وأن الأحزاب السياسية هي عبارة عن مطية لعلية القوم للوصول لغاياتهم وتحقيق طموحاتهم التي قد لا تأتي الا عبر ما يسمى بالحياة الحزبيه...وما نراه اليوم من مناكفات حزبية وكذلك تصفية حسابات حزبيه تؤكد لنا أن البعض دخل الأحزاب ليس لأنه يؤمن بالأحزاب بل لهدف الوصول لغاية لم يصلها عن طريق العشائرية أو شهاداته العلميه بل وصلها عن طريق دفع ثمن كرسيه في سبيل الوصول وقد وصل البعض بل وربما كان هدف البعض الوصول للوزرنه عن طريق الأحزاب لأنه كان في اعتقادهم أن هناك تشكيل حكومات حزبيه وأنا موقن بأن بعض الشخصيات الحزبيه دخلت الأحزاب وكان الهدف أن يشكل الوزاره وباءت طموحاتهم بالفشل واحلامهم الوردية بالذبول... والبعض منهم بدأ ينسحب ببطء من حياته الحزبيه وبعضهم انسحب كليا رغم انه كان وزيرا للتنمية السياسية....
ولو يتم عمل استطلاع من عامة الشعب عن الأدوار أو المحاور المفيده التي تقدمها الأحزاب السياسية للشعب لما وجدنا شيئاً يذكر...
من هنا أعلن الطلاق والبائن بينونة كبرى عن انسحابي واستقالتي من أي حزب كان وعن عدم رغبتي بالانضمام مستقبلاً لأي حزب كان....انتهى الموضوع
نقطه أول السطر...




