الكاتب والباحث محمود سمور يكتب..
تعتبر الخضروات والفواكه من أهم المكونات الأساسية في غذاء الإنسان، لما تحتويه من عناصر غذائية وفيتامينات ومعادن. غير أن هذه المنتجات الزراعية الطازجة تُعدّ بيئةً مثاليةً لنمو أنواع متعددة من البكتيريا، بعضها يسبب أمراضًا للنبات نفسه، وبعضها الآخر يلوّث الغذاء ويشكل خطرًا على صحة الإنسان.
ومع التوسع في الزراعة المكثفة والتغيرات المناخية، ازدادت معدلات الإصابة البكتيرية والتلوث الغذائي عالميًا، مما جعل هذا المجال محورًا للبحث والتطوير في السنوات الأخيرة.
أولًا: البكتيريا الممرِضة للنباتات والخضروات والفواكه:
البكتيريا النباتية تُسبب خسائر كبيرة في المحاصيل، وتؤثر على جودة وكمية الإنتاج
من أبرزها:
).Xanthomonas spp( – البكتيريا المسببة لبقع الأوراق في الطماطم والفلفل1
).Pseudomonas syringae( البكتيريا المسببة لتبقعات وذبول في العديد من الخضروات والفواكه-2
).Erwinia and Dickeya spp(. – البكتيريا المسببة لتعفنات رطبة بعد الحصاد، خاصة في البطاطا والجزر3
).Xylella fastidiosa( (تُعدّ من أخطر البكتيريا) 4- البكتيريا الممرضة للحمضيات والتي تؤدي إلى ذبول دائم
تنتقل هذه البكتيريا غالبًا عبر مياه الري أو الأدوات الملوّثة أو الحشرات الناقلة، وقد تظل خامدة داخل الأنسجة النباتية حتى تتوفر الظروف الملائمة للنشاط والانتشار.
ثانيًا: البكتيريا الملوِّثة للغذاء والمسببة للأمراض البشرية
تصيب هذه الأنواع الإنسان من خلال استهلاك منتجات طازجة ملوثة، وتشمل:
:Escherichia coli (EHEC, O157:H7)1-
تسبب الإسهال والنزف المعوي، وتنتقل عبر الخضروات الورقية أو العصائر غير المبسترة.
:Salmonella spp2-
من أكثر مسببات التسمم الغذائي شيوعًا، خصوصًا في الطماطم والشمام والخس.
:Listeria monocytogenes3-
قادرة على النمو في درجات حرارة منخفضة، وتشكل خطرًا خاصًا على الحوامل وكبار السن.
:Staphylococcus aureus and Bacillus cereus4-
تفرز سموماً مقاومة للحرارة تؤدي إلى القيء والإسهال بعد تناول الأغذية الملوثة
و تحدث العدوى عادة بسبب تلوث التربة، أو مياه الري، أو أثناء مراحل الغسل والتعبئة والنقل في غياب الممارسات الصحية الجيدة.
ثالثًا: التطورات العلمية الحديثة:
شهد العقد الأخير تطورًا في التقنيات المستخدمة للكشف والمراقبة:
.التحليل الجزيئي والميتاجينومي: لتحديد المجتمعات البكتيرية في العينات دون الحاجة إلى الزرع-1
المستشعرات الحيوية: للكشف السريع عن الملوثات في المزارع والأسواق.-2
المعالجات الفيزيائية الحديثة: مثل الأشعة فوق البنفسجية، الأوزون، والبخار المضغوط لتقليل الأحمال البكتيرية.-3
للحد من نمو البكتيريا الممرضة وتعزيز مقاومة النبات طبيعيًا (Endophytes)- استخدام البكتيريا النافعة4
رابعًا: التحديات الحالية
تزايد مقاومة المضادات الحيوية في السلالات البكتيرية المعزولة من المنتجات الطازجة.-1
- نقص توحيد طرق الكشف والتحليل بين الدول والمختبرات. 2
- صعوبة السيطرة على الإصابات الداخلية للبكتيريا التي تتوغل في أنسجة النبات. 3
الحاجة إلى توعية المزارعين والمستهلكين بطرق الوقاية والنظافة الزراعية.-4
خاتمة
تمثل البكتيريا التي تُصيب الخضروات والفواكه تحديًا مزدوجًا، فهي تُلحق الضرر بالنبات وتُهدد صحة الإنسان في الوقت ذاته
ومع التغيرات المناخية واتساع حركة التجارة العالمية، بات من الضروري تطوير استراتيجيات متكاملة للرقابة - تجمع بين التقنيات الحديثة والممارسات الزراعية السليمة- لضمان سلامة السلسلة الغذائية من الحقل إلى المستهلك.




