ولتعظيم الاستفادة من الكافيين، ينصح الخبراء بالاعتدال في استهلاكه وتجنّب تناوله بعد منتصف اليوم، وذلك لضمان فعاليته عند شرب أول كوب من القهوة في صباح اليوم التالي. ويرى المتخصصون أن الاستهلاك الأمثل للبالغين ينبغي ألا يتجاوز 400 ملليغرام يومياً، أي ما يعادل تقريباً أربعة إلى خمسة أكواب من القهوة.

غير أن كثيرين يتجاوزون هذا الحدّ، وهو ما قد يسبب آثاراً جانبية تشمل الأرق، والقلق، وتسارع خفقان القلب، واضطرابات في المعدة، والغثيان، والصداع. وتحذّر إدارة الأغذية والعقاقير الأمريكية من أن الإفراط الشديد في استهلاك الكافيين قد تكون له عواقب خطيرة، إذ إن تجاوز كمية 1200 ملليغرام يومياً، أي ما يعادل 12 كوباً من القهوة، يمكن أن يشكل خطراً مباشراً على الصحة.

في المقابل، يعتقد عدد من الباحثين أن الاعتدال في تناول القهوة له فوائد صحية واضحة. ويقول الدكتور ماتاياس هين، الباحث في جامعة هارفارد الأمريكية، في حديث لبي بي سي، إن شرب كوبين إلى ثلاثة أكواب يومياً يقلل من خطر الوفاة، ويخفض فرص الإصابة بداء السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية، بل وحتى بعض أنواع السرطان.

وبعد هذا العرض، ربما يجدر بنا قبل احتساء الفنجان المقبل، أن نتأمل المسار الطويل الذي قطعته القهوة منذ ظهورها وحتى تحوُّلها إلى جزء لا يتجزأ من حياة الملايين حول العالم.