خبرني - كلمة واحدة من الملك عبدالله الثاني كفيلة بفتح نقاش واسع: "امن قطر من امن الاردن". قد تبدو للوهلة الاولى مجرد رسالة تضامن مع الدوحة، لكنها في الحقيقة تحمل بين السطور فلسفة جديدة للامن العربي.
ابعد من التضامن
العرب اعتادوا على عبارات "ندين ونستنكر ونتضامن"، لكن هنا الملك لا يكتفي بالتضامن، بل يربط مصير امن الاردن بمصير امن قطر. هذه ليست مجاملة دبلوماسية، بل اعلان ان امن الدول العربية مترابط، وان الخطر على احداها هو خطر على الاخرى.
ما بين السطور
حين يقول الملك هذه العبارة، هو عمليا يعلن ان الامن العربي لا يتجزأ. وكأنه يذكر: "ما بصير دولة تكون بخير ودولة ثانية جارتها تشتعل". الامن في المنطقة سلسلة واحدة، واي كسر فيها يعني ارتجاج السلسلة كلها.
بذرة مشروع عربي؟
قد يقرأ هذا التصريح كبداية لمفهوم اوسع: مشروع امني عربي مشترك. مش انطلاقة رسمية طبعا، لكن كفكرة، كاشارة اولى. اذا التقطتها باقي العواصم، ممكن تتحول من مجرد جملة سياسية الى منظومة امن جماعي تحمي العرب من تدخلات الخارج ومن صراعات الداخل.
الاردن ودوره
الاردن يثبت مرة اخرى انه مش مجرد مراقب، بل صاحب مبادرة. موقعه بين الخليج والمشرق، وحساسيته تجاه قضايا الاقليم، بتخليه بوضع مثالي ليكون "جسر امني" لو فعلا صار في تفكير عربي جماعي.
رسالة للخارج
التصريح مش موجه للداخل العربي بس. هو كمان رسالة للغرب واسرائيل وايران: المساس بسيادة اي دولة عربية مش رح يعتبر قضية محلية، بل اعتداء على الامن العربي كله.
المفيد..
جملة الملك عبدالله الثاني اقرب الى خارطة طريق: اما نعيد صياغة امننا كعرب، واما نظل نعيش تحت حماية الاخرين. "امن قطر من امن الاردن" قد تكون الشرارة الفكرية الاولى لبناء امن عربي مشترك… اذا وجدت الارادة.




