خبرني - اسمع يا نتنياهو…
أنا لست وزيرًا ولا دبلوماسيًا ولا صاحب لقب، أنا مواطن أردني، ولدت على هذه الأرض التي تعرف معنى الشرف والرجولة، وأكتب لك من قلب عمان التي لم تنحنِ يومًا لغازٍ أو محتل. رسالتك الأخيرة التي لوّحت فيها بظل “إسرائيل الكبرى” وصلت، وسمعنا تهديداتك للأردن ومصر وسوريا ولبنان، لكن دعني أقولها لك بوضوح: أنت تتحدث من عالم أوهامك، ونحن نعيش في عالم الحقيقة… وحقيقتك أنكم أوهن من بيت العنكبوت.
أنت يا نتنياهو، لم تعد مجرد سياسي وقح، بل أصبحت مجرمًا يلهث وراء أوهام التاريخ المزور. تتوهم أن العرب غافلون، وأن الفلسطينيين استسلموا، وأن الأردن يمكن أن يرضخ بضغط التهديد. لكنك نسيت أن هذه الأرض خُطَّ اسمها على خرائط الكرامة يوم وقفنا في وجه جيشكم المدجج عام 1968 على ضفاف الكرامة، ودفنّا أوهامكم في الطين.
أنت لا تفهم أن الأردن ليس مجرد خط على الخريطة، بل هو نبض أمة. إذا مسست القدس مسست قلب عمان، وإذا هددت الضفة هددت كل بيت في الأردن. نحن لسنا حدودًا جغرافية، نحن امتداد لعقيدة ترى أن فلسطين شرف الأمة، وأن الدم الذي يسيل على ثراها هو دمنا.
أنت تتكلم عن مشروع توسعي وكأنك إمبراطور زمانك، بينما الحقيقة أن مشروعك هش، قائم على انقسام العرب، ودعم أعمى من واشنطن، وإعلام مأجور. وما بني على الغدر والخيانة يسقط حين تصحو الشعوب. نحن لم ننسَ غرناطة ولا مذابح صبرا وشاتيلا ولا كل اتفاقيات السلام التي تحولت إلى فخاخ. التاريخ علمنا أن من يهددنا بالليل، سيغدر بنا في النهار، وأن يد الغدر لا تُصافح، بل تُكسر.
اسمعني جيدًا…
في الأردن، نحن شعب إذا جاع يأكل من صبره، وإذا غضب يتحول إلى سيل جارف. نحن لا نملك القنابل النووية، لكن نملك إرادة إذا انفجرت قلبت موازين المنطقة. لسنا دولة تبحث عن حرب، لكن إذا فرضتها علينا، سنجعل أرضنا آخر ما تطأه قدماك.
تهديدك لنا ليس رسالة قوة، بل اعتراف بخوفك من أن تظل المقاومة على أبوابك، وأن تبقى القدس في قلوبنا. أنت تخشى من شعب لا ينسى، ومن أمة إذا اجتمعت لن تبقي لك حجرًا على حجر.
تذكر هذا جيدًا، يا نتنياهو: الأردن لا يُبتز، لا يُهدد، ولا يبيع أرضه ولا مقدساته. وأنت، مهما رفعت صوتك، ستبقى مجرد صفحة سوداء في كتاب طويل كتبه الغزاة وانتهوا إلى مزابل التاريخ.




