خبرني -
مرة أخرى، يطل علينا نتنياهو بأكاذيبه وأوهامه، وهذه المرة وهو يختبئ خلف شعارات "مهمة تاريخية وروحانية". تصريحات تكشف حجم الانفصال عن الواقع الذي يعيشه، وتفضح عقليته الاستعمارية التي لا تزال تحلم بخريطة استعمارية بائدة دفنها التاريخ تحت ركام الهزائم.
ليقرأ نتنياهو جيدا قبل أن يتفوه بكلمات أكبر منه وأكبر من كيانه، أن الأردن ليس أرضا سائبة تمد إليها اليد، ولا حدودا مرسومة على الورق يمكن العبث بها. هذه الحدود رسمتها دماء الشهداء في معارك الشرف والكرامة، وسقيت بعرق الأجداد الذين وقفوا في وجه كل الطامعين. ففي كل بيت أردني قصة فداء، وفي كل قرية ذكرى شهيد، وفي كل قلب وصية للأجيال أن الأرض والحدود كرامة.
تصريحات نتنياهو ليست إلا محاولة يائسة للهروب من أزماته الداخلية، وتصدير أوهام القوة إلى جمهوره المتطرف. لكنه ينسى أن التاريخ لا يرحم، وأن كل من حاول المساس بالأردن خرج مكسورا ومهزوما.
والأردن سيبقى دائما مدافعا عن حقوق الشعب الفلسطيني، وستستمر قيادته وشعبه في نصرة القضية الفلسطينية مهما حاول نتنياهو من أوهام وتسجيل نقاط سياسية... وليعلم أن مهمته الروحانية الوحيدة التي تنتظره، هي أن يقرأ صفحة النهاية في قصة الطغاة… وهي دائما الخروج من الباب الخلفي للتاريخ.




