*
الخميس: 18 ديسمبر 2025
  • 14 أغسطس 2025
  • 10:11
حراك سياسي أمني في القاهرة لـ مناقشة وقف إطلاق النار في غزة

خبرني - قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إنه يشعر بأنه في "مهمة تاريخية وروحية"، وأنه متمسك "جداً" برؤية إسرائيل الكبرى، التي تشمل الأراضي الفلسطينية، "وربما أيضاً مناطق من الأردن ومصر" بحسب صحيفة تايمز أوف إسرائيل.

وذكرت الصحيفة أن مُحاور قناة i24 الإسرائيلية، شارون غال، الذي كان لفترة وجيزة عضواً يمينياً في الكنيست، أهدى نتنياهو تميمة على شكل "خريطة الأرض الموعودة"، وعندما سُئل عن مدى ارتباطه "بهذه الرؤية" لإسرائيل الكبرى، أجاب نتنياهو: "بالتأكيد".

وقد استُخدم مصطلح "إسرائيل الكبرى" بعد حرب الأيام الستة في يونيو/حزيران 1967 أو ما يعرف بـ"النكسة" للإشارة إلى إسرائيل والمناطق التي احتلتها آنذاك والتي تضم القدس الشرقية، والضفة الغربية، وقطاع غزة، وشبه جزيرة سيناء، ومرتفعات الجولان.
وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن "بعض الصهاينة الأوائل استخدموا هذه العبارة للإشارة إلى إسرائيل الحالية، وغزة والضفة الغربية، والأردن".

وخلال الحوار، سئل نتنياهو عن شعوره بأنه في مهمة نيابة عن الشعب اليهودي، فأجاب بأنه "في مهمة أجيال؛ فهناك أجيال من اليهود حلمت بالمجيء إلى هنا، وأجيال من اليهود ستأتي بعدنا".
وأضاف نتنياهو: "لذا، إذا كنت تسأل عما إذا كان لديّ شعور بالمهمة، تاريخياً وروحياً، فالجواب هو نعم".

وفي سياق ردود الفعل على تصريحات نتنياهو بشأن "رؤية إسرائيل الكبرى"، أدانت جامعة الدول العربية التصريحات، واعتبرتها "استباحةً لسيادة دول عربية، ومحاولةً لتقويض الأمن والاستقرار في المنطقة".
وأكدت الجامعة العربية خلال بيان أن هذه التصريحات "تمثل تهديداً خطيراً للأمن القومي العربي الجماعي، وتحدياً سافراً للقانون الدولي ومبادئ الشرعية الدولية"، مضيفة أن التصريحات تعكس "نوايا توسعية وعدوانية لا يمكن القبول بها أو التسامح معها"، على حدّ تعبير البيان.

من جهته، أدان الأردن التصريحات واعتبرها "تصعيداً استفزازياً، وتهديداً لسيادة الدول، ومخالفة للقانون الدولي".
وقالت وزارة الخارجية الأردنية في بيان إن تصريحات المسؤولين الإسرائيليين تعكس "أوهاماً عبثية، والوضع المأزوم للحكومة الإسرائيلية".

وأضافت الخارجية الأردنية أن ما وصفتها بـ "الادعاءات والأوهام التي يتبناها متطرفو الحكومة الإسرائيلية" تشجّع على استمرار دوّامات العنف والصراع، داعية إلى موقف دولي واضح بإدانتها والتحذير من عواقبها.

أمّا مصر، فقد أكّدت أنها طالبت بإيضاحات بشأن ما "أُثير ببعض وسائل الإعلام الإسرائيلية حول إسرائيل الكبرى".

وأشارت وزارة الخارجية المصرية، في بيان، أن ما نُشر بشأن "إسرائيل الكبرى" قد تكون له انعكاسات تتمثل في "إثارة عدم الاستقرار، والتوجه الرافض لخيار السلام، والإصرار على التصعيد".
نتنياهو: نحن لا ندفع سكّان غزة للخروج

كما جدد رئيس الوزراء الإسرائيلي الثلاثاء دعواته للسماح للفلسطينيين بمغادرة قطاع غزة، في حين يُعِدّ الجيش الإسرائيلي هجوماً أوسع نطاقاً على القطاع بأكمله.

وفي المقابلة النادرة التي أجراها مع قناة i24NEWS الإسرائيلية، دافع نتنياهو عن استراتيجيته وسياسته العسكرية، مجدداً دعوته لسكان غزة قائلاً "نحن لا ندفعهم للخروج، لكننا نسمح لهم بالمغادرة".

وأضاف: "امنحوهم الفرصة لمغادرة مناطق القتال أولاً وقبل كل شيء، ولمغادرة الأراضي بشكل عام، إذا رغبوا في ذلك"، مستشهداً بتدفقات اللاجئين خلال الحروب في سوريا وأوكرانيا وأفغانستان.

وقد فرضت إسرائيل لسنوات رقابة مشددة على حدود غزة، ومنعت الكثيرين من المغادرة، لكن نتنياهو أكد أنه سيسمح بذلك "أولاً داخل غزة أثناء القتال، وسنسمح لهم بالتأكيد بمغادرة غزة أيضاً".

وقد أثارت الدعوات السابقة لإعادة توطين سكان غزة خارج القطاع كدعوات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قلق الفلسطينيين وإدانة المجتمع الدولي.
فبالنسبة للفلسطينيين، فإن أي محاولة لإجبارهم على مغادرة أرضهم، تُعيد إلى الأذهان ذكرى "النكبة"، التي أجبرت الفلسطينيين على النزوح الجماعي من منازلهم مع قيام دولة إسرائيل عام 1948.

وأثارت خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتوسيع السيطرة العسكرية على كامل قطاع غزة، المتوقع إطلاقها في أكتوبر/تشرين الأول، موجة غضب عالمية إزاء الدمار الواسع والنزوح والجوع الذي يعاني منه 2.2 مليون نسمة في غزة.

كما أثارت الخطة انتقادات إسرائيلية؛ حيث حذر رئيس أركان الجيش من أنها قد تُعرّض حياة الرهائن الناجين للخطر، وربما تكون فخاً قاتلاً للجنود الإسرائيليين.

وتظاهر طيارون احتياط ومتقاعدون خدموا في سلاح الجو الإسرائيلي الثلاثاء في تل أبيب للمطالبة بإنهاء الحرب.

وقال غاي بوران، وهو طيار سابق في قوات الجو الإسرائيلية، "هذه الحرب وتوسيعها لن يؤديا إلا إلى موت الرهائن، وموت المزيد من الجنود الإسرائيليين، وموت المزيد من الفلسطينيين الأبرياء في غزة".
وفد من حماس في القاهرة

ووصل وفد من قيادة حركة حماس برئاسة خليل الحية إلى القاهرة، لإجراء محادثات مع المسؤولين المصريين حول آخر التطورات المتعلقة بوقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وجاء في بيان نشرته الحركة عبر حسابها على تلغرام، أن الزيارة تأتي "بدعوة مصرية" لبحث "حرب الإبادة في غزة ومجمل الأوضاع في الضفة والقدس والأقصى".

وأفاد القيادي في حركة حماس، طاهر النونو، الموجود حالياً في القاهرة بأن الوفد بدأ محادثات تمهيدية للقاءات تبدأ اليوم الأربعاء، ستركز على سبل وقف الحرب وإدخال المساعدات "وإنهاء معاناة شعبنا في غزة".

كما تتضمن المحادثات بحث العلاقات الفلسطينية الداخلية للوصول إلى توافقات وطنية حول مجمل القضايا السياسية، بالإضافة إلى العلاقات الثنائية مع مصر وسبل تطويرها.

وأشاد النونو بالجهود المصرية في هذا الإطار بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، مشدداً على أن "العلاقات مع مصر ثابتة وقوية، والعمل المشترك لم يتوقف في مختلف القضايا".
ونقلت قناة القاهرة الإخبارية، عن مصدر مصري وصفته بالمطّلع، أن وفد حركة حماس التقى، الأربعاء، رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية، لبحث سبل دفع جهود التهدئة في قطاع غزة.

وأشار المصدر إلى أن حركة حماس ثمنت خلال الاجتماع الجهود المصرية المبذولة لإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وأعربت عن "حرصها" على سرعة العودة إلى مفاوضات وقف إطلاق النار وتحقيق التهدئة.

وأضاف المصدر أن مصر تكثّف اتصالاتها مع جميع الأطراف المعنية، من أجل التوصل إلى تهدئة تمهيداً لوقف الحرب.

يُذكر أن الجولة الأخيرة من المحادثات غير المباشرة في قطر قد انتهت إلى طريق مسدود أواخر يوليو/تموز، حيث تبادلت إسرائيل وحماس الاتهامات بشأن عدم إحراز تقدم بشأن اقتراح أمريكي لهدنة لمدة 60 يوماً واتفاق لإطلاق سراح الرهائن.

وقال مسؤول في حماس لرويترز، الثلاثاء، إن الحركة مستعدة للتخلي عن حكم غزة لصالح لجنة غير حزبية، لكنها لن تلقي سلاحها قبل إقامة دولة فلسطينية.

ونفى الوزير لمراسل بي بي سي في القاهرة، الأنباء التي تحدثت عن طرح شامل بالإفراج عن كل الرهائن أحياء وأمواتاً مقابل وقف دائم لإطلاق النار.

وقال إن هناك مجموعة من 15 شخصية فلسطينية غير فصائلية، جاهزة لإدارة القطاع لمدة انتقالية مدتها ستة أشهر عقب انتهاء الحرب، ثم تتولى السلطة الفلسطينية مسؤلية إدارة القطاع بعدها.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد أشار إلى أن جهود وقف إطلاق النار في غزة تُركز الآن على التوصل إلى اتفاق شامل لإطلاق سراح جميع الأسرى المتبقين دفعةً واحدة.

وتُشير تقارير إلى أن الوسطاء يرون فرصة سانحة في الأسابيع المقبلة لمحاولة التوصل إلى اتفاق.

ورغم إعلان إسرائيل عن خطة مثيرة للجدل لتوسيع هجومها العسكري واجتياح قطاع غزة بأكمله، إلا أن وسائل الإعلام الإسرائيلية تقول إنها لا تتوقع بدء العملية العسكرية الجديدة قبل أكتوبر/تشرين الأول المقبل، لإتاحة الوقت للاستعدادات العسكرية، بما في ذلك استدعاء جماعي لجنود الاحتياط.
إيال زامير يصادق على "الفكرة المركزية لخطة الهجوم في غزة"
في سياق متصل، قال الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، إن رئيس هيئة الأركان العامة إيال زامير صادق على "الفكرة المركزية لخطة الهجوم في غزة".

وتقول إسرائيل إنها ستشن هجوماً جديداً و"تسيطر" على مدينة غزة، التي سيطرت عليها بعد وقت قصير من اندلاع الحرب في أكتوبر/تشرين الأول 2023 ثم انسحبت منها.

وأدت هذه الحرب إلى مقتل 61.722 شخصاً، وفق إعلان وزارة الصحة في القطاع ظهر الأربعاء.

وبعد البيان قال المتحدث باسم الدفاع المدني في القطاع محمود بصل لوكالة فرانس برس، إن الغارات أو النيران الإسرائيلية قتلت 35 شخصاً على الأقل، بينهم عدد من الأطفال في أنحاء غزة الأربعاء، وبينهم 14 قتلوا في مدينة غزة شمال القطاع.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في القطاع محمود بصل الثلاثاء إن الوضع "خطير جداً" في المدينة، مشيرا الى أن الجيش الإسرائيلي يستخدم "قنابل شديدة الانفجار أدى بعضها إلى تدمير خمسة منازل دفعة واحدة".

وأضاف أن الغارات الجوية بدأت في التزايد خلال الأيام الثلاثة الماضية.

وذكر شهود أن انفجارات عنيفة سمعت ليلاً وصباح الأربعاء في المدينة ناجمة عن قيام الجيش بنسف عدد من المنازل في منطقتي تل الهوى والزيتون في المدينة.

وأظهرت صور التقطتها وكالة فرانس برس من مدينة غزة الثلاثاء، فلسطينيين يفرون من الغارات الإسرائيلية على حي الزيتون وعسقولة باستخدام عربات وشاحنات صغيرة ودراجات.

وتحدثت وزارة الصحة في القطاع في بيان صحفي، ظهر الأربعاء، عن وصول جثث 21 شخصاً إلى المستشفيات خلال 24 ساعة الماضية قُتلوا خلال انتظارهم للحصول على مساعدات.

وأشارت الوزارة إلى تسجيل مستشفيات قطاع غزة 8 حالات وفاة من بينهم 3 أطفال، نتيجة "المجاعة وسوء التغذية"، خلال 24 ساعة ماضية، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 235 حالة وفاة.

من جانب آخر، أعلن الجيش الإسرائيلي أنّه اعترض فجر الخميس صاروخاً قال إنه أُطلق من اليمن.

وقال الجيش في بيان له: "اعترض سلاح الجو الإسرائيلي صاروخا أطلق من اليمن"، مشيراً إلى أنه "عملاً بالبروتوكول المتّبع، لم يتمّ تفعيل صفّارات الإنذار".

ولم يعلن الحوثيون في اليمن مسؤوليتهم عن إطلاق الصاروخ حتى الآن.

bbc-logo

مواضيع قد تعجبك