أشارت دراسات بحثية بالفعل إلى أن المواد البلاستيكية الدقيقة أو النانوية، التي يبتلعها مرضى السرطان، قد تؤثر على نجاح العلاج، إذ تستطيع هذه الجسيمات الدقيقة تغيير سلوك أدوية السرطان في الجسم.

وتحاول كوسيرو الآن، بالتعاون مع فريقها في جامعة بورتسموث، فهم ما إذا كانت جرعات معينة من المواد البلاستيكية الدقيقة تُشكّل خطراً أكبر، على الأشخاص المصابين بالربو المزمن أو غيره من أمراض الجهاز التنفسي طويلة الأمد.

تقول كوسيرو: "مع الربو، نعلم أن جودة الهواء أمر بالغ الأهمية، وهي إحدى المشاكل الرئيسية التي تُسبب نوبات الربو. وإذا كانت جزيئات البلاستيك أسوأ بقليل من الجزيئات الأخرى في الهواء، فعلينا محاولة تقليل تعرضهم لها".

لتحقيق ذلك، تخطط كوسيرو لفحص عينات من البلغم، وهو المخاط السميك الذي يُخرج من الرئتين والمجاري الهوائية عند السعال، لمعرفة ما إذا كانت الجسيمات البلاستيكية الدقيقة موجودة بكميات كبيرة بشكل خاص عند تفاقم الأعراض لدى المرضى. كما تزور منازل المرضى المُعرّضين للخطر لقياس جودة الهواء، وتكوين فكرة عن أنواع الجسيمات البلاستيكية التي يتنفسونها، ثم اختبار تأثير تلك الجسيمات على عينات من خلاياهم.

في النهاية، ومثل العديد من الباحثين في مجال الجسيمات البلاستيكية الدقيقة، تأمل كوسيرو في جمع بيانات كافية لتتمكن من التواصل مع مصنعي البلاستيك، وتقديم توصيات حول كيفية جعل منتجاتهم أكثر أماناً.

تقول كوسيرو: "نعلم أن الجسيمات البلاستيكية الدقيقة موجودة في كل مكان، حتى في الأماكن المغلقة. إذا كانت في الهواء، فأنت لا تزال تستنشق الجسيمات البلاستيكية الدقيقة بمستويات منخفضة أثناء النوم".

"لذلك نود، إن أمكن، التحدث مع الشركات المصنعة حول كيفية تجنبها، وما إذا كان بإمكانهم التوقف عن تصنيع بعض أنواع البلاستيك بالأساس".

"على سبيل المثال، بالنسبة للأشخاص الذين يذهبون إلى المستشفى لتلقي العلاج من أمراض الجهاز التنفسي، تكون الأقنعة والأنابيب بلاستيكية. فهل يمكننا إيجاد بدائل أفضل تمنع دخولها إلى المنظومة من الأساس؟".